وذكرها الشيخ عبد القادر القادري في تفريح الخاطر ( ص ٣٢ ).
قال الأميني : إنَّ خاصّة الأنبياء وفي الطليعة منها إحياء الموتى هل تتأتّى لكلّ مُرتاض ، فلا يبقى بينه وبين النبيّ المرسل أيّ مائز ؟ وهب أنَّ الباحث تصوّر لصدورها من الأولياء اعتباراً آخر فتكون كرامةً للوليّ ومعجزةً للنبيّ الذي ينتحل شرعته ، إلّا أنَّه اعتبارٌ اهتدى إليه الفكر بعد رويّة طويلة ، لكنّه لا خارج له تصل إليه العامّة فاطّرادها بل ظهورها من غير اطّراد يحطُّ عندها من مقام النبوّة لمحض المشاكلة الصوريّة ، وكلّما كان كذلك لا يمكن وقوعه.
ثم هل لأكل خبز الشعير وما جشب من الطعام بمحضه أن يوصل السالك إلى مرتبة يحيي فيها الموتى ، وإن كان المولى سبحانه يعلم أنّه متى بلغ إلى هذه المرتبة ألهاه أكل الدجاجة المسلوقة أكلاً لمّا ؟!
وهل الرياضة شرط في حدوث القوّة في النفس والملكات الفاضلة وليست شرطاً في بقائها ؟!
أوَليس التلهّي باللذائذ مزيحة لتلكم الأحوال النفسيّة كما كانت الرياضة مجتذبةً لها ؟ فاحف القوم السؤال عن هذه المشكلات ، فإن أجابوك فأخبرني.
ـ ٧٠ ـ عبد القادر يحتلم في ليلة أربعين مرّة
ذكر الشعراني في الطبقات الكبرى (١) ( ١ / ١١٠ ) قال : كان الشيخ عبد القادر الجيلاني رضیاللهعنه يقول : أقمت في صحراء العراق وخرائبه خمساً وعشرين سنة مجرّداً سائحاً لا أعرف الخلق ولا يعرفوني ، يأتيني طوائف من رجال الغيب والجانّ أُعلّمهم الطريق إلى الله عزَّوجلَّ ، ورافقني الخضر عليهالسلام في أوّل دخولي العراق ، وما كنت عرفته
___________________________________
(١) الطبقات الكبرى : ١ / ١٢٩ رقم ٢٤٨.