يدخل عليه آخر فيجده فلّاحاً ، أو فيلاً وهكذا. وقال آخرون : كان التطوّر دأبه ليلاً ونهاراً حتى في صورة السباع والبهائم ، ودخل عليه أعداؤه ليقتلوه فقتلوه فقطّعوه بالسيوف ليلاً ، ورموه على كوم بعيد ، فأصبحوا فوجدوه قائماً يصلّي بزاويته ، ومكث بخلوة في غيطٍ خارج باب البحر أربعين سنة لا يأكل ولا يشرب. شذرات الذهب (١) ( ٧ / ٢٥٠ ).
قال الأميني : من لي بمعتوهٍ يصدِّق هذه الأفائك ؟ متى سمعت بإنسان يتطوّر بصورة الكواسر والبهائم كالشياطين التي تتشكّل بأشكال مختلفة حتى الكلب والخنزير ؟ أو رجل حيي بعدما قطّع بالسيوف إرباً إرباً ، أو بشرٍ عاش على الطوَىٰ أربعين عاماً ؟ هذه هي الحقيقة الراهنة ، لكن علماء الأُمّة قالوا قولاً في أوليائها ولا سبيل إلى ردِّه ، لأنّه قول عالم في وليّ.
ـ ٩١ ـ السيوطي رأى النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم يقظة
قال ابن العماد في شذرات الذهب (٢) ( ٨ / ٥٤ ) : ذكر الشيخ عبد القادر الشاذلي في كتاب ترجمته : أنَّ جلال الدين السيوطي كان يقول : رأيت النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم يقظةً ، فقال لي : يا شيخ الحديث ، فقلت له : يا رسول الله أمن أهل الجنّة أنا ؟ قال : نعم. فقلت : من غير عذاب يسبق ؟ فقال : لك ذلك.
وقال الشيخ عبد القادر : قلت له : كم رأيت النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم يقظة ؟ فقال : بضعاً وسبعين مرّة.
قال الأميني : لا يحلّ هذه المشكلة إلّا راءٍ آخر له صلىاللهعليهوآلهوسلم يقظة كما رآه
___________________________________
(١) شذرات الذهب : ٩ / ٥٢٥ حوادث سنة ٨٩١ هـ.
(٢) المصدر السابق : ١٠ / ٧٧ حوادث سنة ٩١١ هـ.