شاء ، فقد جاء باعلوي ونظراؤه أُمّة كبيرة يشاركونه في المعجز ، نعم ؛ الفاصل بين المسيح وهؤلاء أربعة أصابع (١) وإنّا وإن لم نرَ معجز المسيح عليهالسلام لكن أخذنا خبره ممّا هو أثبت من الرؤية ألا وهو القرآن الكريم ، على حين أنّه معتضدٌ بالاعتبار والبرهنة الصادقة من لزوم نوع المعجز لمثل المسيح من الأنبياء والحجج من الذين عصمهم الله من كلّ هوىً سائد وطهّرهم تطهيراً.
ونحن إلى الغاية لم نعرف سرّ إحياء السيّد باعلوي أُمّ ولد الحاكم ، هل كان للتحفّظ على حياة الرجل ، وقد قال : إن لم يحي الله هذه متُّ أنا أيضاً ، والرائد لا يكذب ، وكان المجتمع في حاجة ماسّة إلى حياته ؟ أو كان لإبقائه في عقيدته ، وكان في نزوعه عنها خسارة أُمّة محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم ؟ أو كان لكلا الأمرين مزدوجين ؟ وهل يعمّان هما كلّ من يدّعيهما في موت من يحبّه ؟ أو يخصّان بالحاكم ؟ أو يُقصران على من شاء السيّد باعلوي إحياءه ؟ مشكلات لا تنحلّ !
ـ ٩٤ ـ أبو بكر باعلوي ينجي المستغيث
ذكر شمس الدين العيدروسي في النور السافر (٢) ( ص ٨٤ ) عن الأمير مرجان أنَّه قال : كنت في نفر من أصحاب لي في محطّة صنعاء الأولى ، فحمل علينا العدوّ فتفرّق عنّي أصحابي وسقط بي فرسي لكثرة ما أُثخِن من الجراحات ، فدار بي العدوُّ حينئذٍ من كلِّ جانب فهتفت بالصالحين ، ثم ذكرت الشيخ أبا بكر رضياللهعنه ، وهتفت به فإذا هو قائم ، فوالله العظيم لقد رأيته نهاراً ، وعاينته جهاراً ، أخذ بناصيتي وناصية فرسي ، وشالني من بينهم حتى أوصلني المحطّة ، فحينئذٍ مات الفرس ونجوت أنا
___________________________________
(١) إشارة إلى الحديث المعروف المروي عن مولانا أمير المؤمنين عليهالسلام : « بين الحق والباطل أربعة أصابع » الفاصلة بين العين والأُذن. ( المؤلف )
(٢) النور السافر : ص ٨٠.