(نصب فى بابى كان وكاد) : فالأول
(نحو : "كانُوا يَظْلِمُونَ" (١)) : فجملة يظلمون من الفعل والفاعل فى موضع نصب خبر لكان والثانى نحو (وَما كادُوا يَفْعَلُونَ)(٢) : فجملة يفعلون فى موضع نصب خبر لكاد والفرق بين البابين من وجوه : الأول : أن جملة خبر كان قد تكون جملة اسمية وفعلية وجملة خبر كاد لا تكون إلا فعلية فعلها مضارع (٣) ، الثانى : أن خبر كان لا يجوز اقترانه بأن المصدرية ويجوز فى خبر كاد ، الثالث : أن خبر كان مختلف فى نصبه على ثلاثة أقوال :
أحدها : أنه حبر مشبه بالمفعول عند البصريين ، والثانى : أنه مشبه بالحال عند الفراء والثالث : أنه حال عند بقية الكوفيين
الجملة (الثانية والثالثة الواقعة حالا والواقعة مفعولا به ومحلهما النصب فالحالية نحو قوله تعالى : "وَجاؤُ أَباهُمْ عِشاءً يَبْكُونَ" (٤)) : فجملة يبكون من الفعل والفاعل فى محل نصب على الحال من الواو وعشاء منصوب على الظرفية وقوله صلىاللهعليهوسلم : "أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد" فجملة وهو ساجد من المبتدأ والخبر فى محل نصب على الحال من العبد (و) : الجملة (المفعولية تقع فى أربعة مواضع الأولى أن تقع محكية بالقول نحو : "قالَ إِنِّي عَبْدُ اللهِ" (٥)) : فجملة إنى عبد الله فى موضع نصب على المفعولية محكية يقال والدليل على أنها محكية يقال كسر إن بعد دخول قال (٦)
(والثانى أن تقع تالية للمفعول الأول فى باب ظن نحو ظننت زيدا يقرأ) :
__________________
(١) سورة الأعراف آية ١٦٢.
(٢) سورة البقرة آية ٧١.
(٣) هذه هى مبادئ المنهج الوصفى مع دقة فى التطبيق وعمق فى الاستقصاء وتتبع لكل الحالات واهتمام بالجانب الشكلى مع الخروج بالقاعدة الدقيقة المحكمة.
(٤) سورة يوسف آية ١٦.
(٥) سورة مريم آية ٣٠.
(٦) مواضع جملة المفعولية على هذا النحو من التحليل تؤكد سبق علماء العربية فى دراسة التراكيب من جانبيها الجانب اللفظى أى الجانب التعليقى بمعنى أن اللغة مجموعة علاقات وأن دراسة هذه العلاقات هو ما يكشف عن عمق اللغة وعن طبيعتها الداخلية واللغة العربية فى هذا تكاد تستقل بطبيعة متفردة وذلك لأن جانب التركيب اللفظى لا يستقل عن جانب الدلالة المنبثقة عن طبيعة البناء وذلك عندما نتدبر المواضع الأربعة للحملة المفعولية التى حددها ابن مالك وشرحها الأزهرى نجد أنفسنا أمام منهج فى المباحث اللغوية أعانت عليه طبيعة اللغة العربية وإخلاص علماء المسلمين لكتاب الله ودراسة لغته.