(نحو : "كَفى بِاللهِ شَهِيداً" (١) ونحو : أحسن بزيد عند الجمهور) : والأصل كفى الله شهيدا وأحسن زيد بالرفع فزيدت الباء فى الفاعل وأحسن بكسر السين فعل تعجب (و) : الزائدة فى المفعول (٢)
(نحو) : "وَلا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ" (٣) وفى المبتدأ نحو :
(بحسبك درهم) : وفى خبر الناسخ المنفى نحو : ("أَلَيْسَ اللهُ بِكافٍ عَبْدَهُ" (٤) "وَمَا اللهُ بِغافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ" (٥) وكمن الزائدة) : فى الفاعل نحو : "أَنْ تَقُولُوا ما جاءَنا مِنْ بَشِيرٍ" (٦) وفى المفعول نحو : "ما تَرى فِي خَلْقِ الرَّحْمنِ مِنْ تَفاوُتٍ" (٧) وفى المبتدأ (نحو : "ما لَكُمْ مِنْ إِلهٍ غَيْرُهُ" (٨) "و هَلْ مِنْ خالِقٍ غَيْرُ اللهِ" (٩)) : واستفيد من الأمثلة أن الباء تزاد فى الإثبات والنفى وتدخل على المعارف والنكرات وأن من لا تزاد فى الإثبات ولا تدخل على المعارف على الصحيح وإنما لم يتعلق الزائد بشئ لأن التعلق هو الارتباط المعنوى والزائد لا معنى له يرتبط بمعنى مدخوله وإنما يؤتى به فى الكلام تقوية وتوكيدا(١٠)
__________________
(١) سورة النساء آية ٧٩.
(٢) وهو يتحدث هنا عن حروف الجر التى لا تتعلق بشىء ينتهج المنهج الوصفى الشكلى ـ الحرف الزائد كالباء فى الفاعل ... الخ ـ والباء الزائدة فى المفعول وفى المبتدأ وفى خبر الناسخ المنفى مع التطبيق من منطوق فصيح القول. ثم يدع الظاهرة بعد أن تعقبها فى مواطنها المختلفة.
ثم ينتقل إلى من كظاهرة فى دراسة وصفية شكلية استقصائية مع التطبيق الموضح وفى النهاية يضع القاعدة المستفادة من الاتجاه التطبيقى حيث يأتى قوله : واستفيد من الأمثله ... الخ.
(٣) سورة البقرة آية ١٩٥.
(٤) سورة الزمر آية ٣٦.
(٥) سورة البقرة آية ٧٤.
(٦) سورة المائدة آية ١٩.
(٧) سورة الملك آية ٣.
(٨) سورة هود آية ٥٠.
(٩) سورة فاطر آية ٣.
(١٠) وانظر إلى قوله : وإنما لم يتعلق الزائد بشىء لأن التعلق هو الارتباط المعنوى والزائد لا معنى له وإنما يرتبط بمعنى مدخوله إنما يؤتى به فى للكلام تقوية الكلام وتوكيدا .. والمنهج الشكلى هنا لم يغفل دور الإدراك العقلى لمراكز الكلام فى الرأس فالباء مثلا تجئ لخمسة عشر معنى ترتبط الباء فيه بمعنى مدخوله .. (انظر شرح العوامل المانه حرف الباء على سبيل التمثيل) (تحقيقنا ونشر دار المعارف).
غير أن فى الأمثله التى جاءت فيها زائدة هنا لا معنى لها ترتبط بمعنى مدخوله وإنما جاءت فى هذه الأمثلة هنا تقوية وتوكيدا. وهذا هو تمام المنهج وهو الجانب الجديد الذى حاول تشومسكى أن يضيفة إلى المنهج الوصفى ـ وهو القصور الذى وقع فيه الوصفيون المحدثون.