لا يَنْفَعُ نَفْساً إِيمانُها لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمانِها خَيْراً) الظرف متعلق بقوله لا ينفع ، وجملة يأتي بعض آيات ربك في محل جر بالإضافة ، ولا نافية ، وينفع نفسا إيمانها فعل ومفعول به وفاعل ، وجملة لم تكن آمنت صفة لـ «نفسا» ، وجاز الفصل بين الموصوف وصفته لأن الفاعل ليس بأجنبي ، والجملة يجوز أن تكون مستأنفة أو حالية ، ومن قبل جار ومجرور متعلقان بمحذوف حال ، وجملة آمنت خبر تكن ، وأو حرف عطف ، وكسبت عطف على آمنت ، وخيرا مفعول به (قُلِ انْتَظِرُوا إِنَّا مُنْتَظِرُونَ) الجملة مستأنفة ، مسوقة لتهديدهم.
وجملة انتظروا في محل نصب مقول القول ، والأمر هنا للوعيد ، وحذف المفعول به المنتظر لزيادة التخويف والترويع ، كأن أكبر من أن يدخل في حدود الحدس والتخمين ، والنفس أرهب من المجهول. وإنا منتظرون إن واسمها وخبرها ، والجملة مستأنفة أيضا ، مسوقة لمقابلة ، انتظارهم بمثله.
البلاغة :
في الآية لفّ ، وقد تقدم الحديث عن اللف والنشر. وأصل الكلام : يوم يأتي بعض آيات ربك لا ينفع نفسا لم تكن مؤمنة من قبل إيمانها بعد ولا نفسا لم تكسب في إيمانها خيرا قبل ما تكسبه من الخير بعد. إلا أنه لف الكلامين فجعلها كلاما واحدا إيثارا للبلاغة والإعجاز ، ولم يعقب عليه بالنشر لأن المآل واحد ، وهو معروف لكليهما.
(إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكانُوا شِيَعاً لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّما