حملة على أبي العلاء المعري :
وقد قرأ نافع : محياي ومماتي ، في الوصل بسكون ياء «محياي» كما ندر كسرها بعد الألف ، وقد قرأ الأعمش والحسن البصري : «هي عصاي» بكسر الياء ، على أصل التقاء الساكنين ، والكسر مطرد في لغة بني يربوع في الياء المضاف إليها جمع المذكر السالم ، وعليه قراءة حمزة والأعمش : «وما أنتم بمصرخيّ» بكسر الياء ، وبذلك سقط ما قاله المعري في رسالته : «أجمع أصحاب العربية على كراهة قراءة حمزة». وقد رد عليه ابن هشام فقال : «والمعري له قصد في الطعن على الإسلام ، ولعل الذين كسروا لغتهم على إسكان ياء الإضافة فالتقى معهم ساكنان». وقال المرادي في شرح التسهيل : «إن المعري لم بنفرد بما قاله في رسالته ، فما قاله ابن هشام تحامل عليه وإن كان قد رمي بالإلحاد».
بين أبي العلاء والنحاة :
ونرى من المفيد أن نعرض لهذه الخصومة التي اشتجرت بين أبي العلاء والنحاة ، فأبو العلاء كان نحويا ولكنه لم يرد أن يكون نحويا. وكان إماما من أئمة النحو ، ولكن أسلوب النحو لم يرضه ، فنقدهم نقدا مرا ، وتهكم بإمامهم سيبويه ، وتعرّض له بالنقد والتخطئة في مواضع من رسائله ، مما لا يتسع له المجال في كتابنا ، فاكتفينا بالإشارة. وسيأتي في هذا الكتاب المزيد من هذه الخصومة.