لو سُلِّم (١) لم يكن (٢) يستلزم جري المشتق على النحو الثاني (٣) كونه مجازاً ، بل يكون حقيقة لو كان بلحاظ حال التلبس كما عرفت ، فيكون معنى الآية والله العالم «من كان ظالماً ولو آناً في الزمان السابق لا ينال عهدي أبداً» ومن الواضح : أنّ إرادة هذا المعنى لا تستلزم الاستعمال لا بلحاظ حال التلبس (٤).
______________________________________________________
بهذا الظهور العرفي ، وإن كان مجازاً ، فلا يتوقف الاستدلال بالآية على وضع المشتق للأعم.
الثاني : أنّه بعد تسليم كون الاستدلال مبنياً على الظهور الوضعي نقول : إنّ جري المشتق على النحو الثاني ـ وهو علية المبدأ للحكم مستمراً وإن انقضى عن الذات ـ لا يستلزم مجازاً أصلا ، لما مرّ غير مرة من كون جريه على نحو الحقيقة ان كان بلحاظ حال التلبس ومجازاً إن لم يكن بلحاظه ، فلا يتوقف الاستدلال على وضع المشتق للأعم ، ولا على ارتكاب مجاز بناءً على الوضع لخصوص المتلبس بالمبدإ ، فمعنى الآية على هذا الوجه هو : عدم لياقة المتلبس بالظلم ولو في آنٍ لمنصب الإمامة إلى الأبد من دون توقفه على وضع المشتق للأعم حتى يلزم من عدم البناء عليه مجاز ، ويرد عليه : أنّه خلاف ظاهر الاستدلال ، لكون ظاهره بناء على الظهور الوضعي حتى نلتجئ إلى وضعه للأعم.
(١) إشارة إلى الوجه الأوّل ، وقد عرفت تقريبه.
(٢) إشارة إلى الوجه الثاني ، وقد عرفته أيضا.
(٣) وهو كون وجود المبدأ ـ آناً ما ـ علّة لتشريع الحكم على وجه الاستمرار.
(٤) يعني : أنّ إرادة علّية المبدأ للحكم حدوثاً وبقاءً لا تستلزم الاستعمال في المنقضي عنه المبدأ حتى نلتزم بكون المشتق حقيقة في الأعم ويثبت مدعى الخصم ، بل يصح الاستعمال بلحاظ حال التلبس ، فلا يلزم مجاز ولا وضع للأعم.