من العقل إلى شيئين (١) كانحلال مفهوم الشجر أو الحجر إلى شيء له الحجرية أو الشجرية مع وضوح بساطة مفهومهما (٢).
وبالجملة : لا تنثلم بالانحلال إلى الاثنينية بالتعمّل العقلي وحدةُ المعنى (٣) وبساطة المفهوم كما لا يخفى ، وإلى ذلك (٤) يرجع الإجمال والتفصيل الفارقان
______________________________________________________
وبالجملة : فالقائل ببساطة المشتق يريد بها وحدة المعنى تصوراً ، والقائل بتركبه يمكن أن يريد به تعدُّده تعقلا ، ولا تنافي بينهما أصلا ، لما بين المعنى الواحد تصوراً وتركبه تعقلا من كمال الملاءمة ، فإنّ لفظ الإنسان مثلا وضع لمعنى واحد وهو المنسبق منه إلى الذهن ، لكن العقل يحلِّله إلى جنس وفصل.
(١) يعني : انّ موطن الوحدة هو التصور الذهني وموطن التعدد هو التحليل العقلي.
(٢) إذ لا ينسبق من لفظ الحجر أو الشجر إلّا مفهوم واحد.
(٣) لما عرفت من تعدُّد وعاء الوحدة والتركب الموجب لعدم التنافي بينهما.
(٤) أي : البساطة التصورية والتركُّب التحليلي العقلي يرجع الإجمال والتفصيل الموجبان للفرق بين المحدود كالإنسان وبين الحدّ كالحيوان تعريف الإنسان ، مع أنّ المحدود والحد متحدان ذاتاً والفارق بين الإجمال والتفصيل ، فإنّ المحدود واحد تصوراً والحد يكون عينه ، لكن العقلي ، فالتفصيل ملحوظ في الحد ، والإجمال ملحوظ في المحدود.
__________________
تقدير في محلها ، غاية الأمر أنّ الدلالة عليها بناءً على إنكار الا وبناءً على تسليمه التزامية ، وليس هذا الانسباق ذلك التبادر كما لا يخفى.