بين المبدأ وما يجري عليه المشتق في اعتبار قيام المبدأ به في صدقه على نحو الحقيقة ، وقد استدلّ من قال بعدم الاعتبار بصدق الضارب والمؤلم مع قيام الضرب والألم بالمضروب والمؤلم ـ بالفتح ـ ، والتحقيق : أنّه لا ينبغي أن يرتاب من كان من أولي الألباب في أنّه يعتبر في صدق المشتق على الذات وجريه عليها (١) من التلبس بالمبدإ بنحو خاص على اختلاف أنحائه (٢) الناشئة (٣) من اختلاف المواد (٤) تارة ، واختلاف
______________________________________________________
الأمثلة الأربعة المتقدمة في الوجه الأوّل وهي الضارب والمؤلم والخالق والمتكلم ، والتزم في الصفات الذاتيّة بالنقل أو التجوز وصرّح بعدم اعتبار القيام في اللابن وأمثاله.
الرابع : ما اختاره المصنف من اعتبار القيام بمعنى التلبس الّذي يختلف باختلاف هيئات المشتق من اسمي الفاعل والمفعول وغيرهما كاختلافه باختلاف المواد كما سيأتي بيانه عند شرح كلام المصنف (قده).
(١) أي : جري المشتق على الذات.
(٢) أي : أنحاء التلبس.
(٣) صفة ل ـ أنحائه ـ.
(٤) فتارة يكون المبدأ لازما للذات ، وحينئذ يكون القيام حلوليا كالمرض والجوع والشجاعة.
(وأخرى) يكون صادرا عنها كالإعطاء والضرب والإيلام ، فيكون القيام صدوريا.
(وثالثة) يكون منتزعا عنها بأن تكون الذات منشأ لانتزاع المبدأ عنها مفهوما مع كونه عينها وجودا كالعلم والقدرة والحياة بالنسبة إليه سبحانه وتعالى.