الآخر (١) ، والطلب المنشأ بلفظه أو بغيره عين الإرادة الإنشائية.
وبالجملة : هما متحدان مفهوما وإنشاء وخارجا (٢) ، لا أنّ (٣) الطلب الإنشائيّ الّذي هو المنصرف إليه إطلاقه كما عرفت متحد مع الإرادة الحقيقية
______________________________________________________
(١) يعني : أنّ لازم الترادف كون الفرد الخارجي لأحدهما هو الفرد الخارجي للآخر ، وان شئت فقل : إنّ مطابق أحدهما عين مطابق الآخر.
(٢) وذهنا ، إذ الموضوع له فيهما طبيعة واحدة ، كما عرفت في مثل الإنسان والبشر ، ولازم ذلك اتحادهما في كل مرتبة ، فالطلب الحقيقي عين الإرادة الحقيقية والإنشائي عين الإرادة الإنشائية ، نعم يختلفان باختلاف المرتبة ، فإنّ الطلب الإنشائيّ غير الإرادة الحقيقية ، وهكذا.
(٣) معطوف على ـ لفظيهما ـ غرضه : اتحادهما في كل مرتبة من الإنشاء والمفهوم والوجود الخارجي ، واختلافهما مع اختلاف المرتبة ، ولذا لا يكون الطلب الإنشائيّ الّذي ينصرف إليه لفظ الطلب هو الإرادة الحقيقية التي ينصرف إليها لفظ الإرادة.
وبالجملة : فالطلب الإنشائيّ الّذي هو صفة قائمة باللفظ ليس متحدا مع الإرادة الحقيقية التي هي صفة قائمة بالنفس ، لأنّهما صفتان متضادتان يمتنع اتحادهما في الخارج.
__________________
للإرادة ، لأنّه كما مرّ عبارة عن السعي نحو شيء للظفر به ، فليس الطلب مجرد الشوق المؤكّد المسمى بالإرادة ، بل هو التصدي لإيجاد شيء بإعمال بعض مقدمات وجوده ، ولكن هذه المغايرة لا تثبت ما رامه الأشعري القائل بكون الطلب صفة في النّفس غير الإرادة مدلولا عليه بالكلام اللفظي ، بداهة أنّ الطلب على ما ذكرنا ليس من صفات النّفس ، بل من أفعال الجوارح التي هي أجنبية عن الصفات القائمة بالنفس.