إلى ما (١) لا بالاختيار ، كيف (٢) وقد سبقتهما (٣) الإرادة الأزلية والمشية الإلهية؟ ومعه (٤) كيف تصح المؤاخذة على ما يكون بالأخرة بلا اختيار؟.
قلت (٥) : العقاب إنّما يتبع الكفر والعصيان التابعين للاختيار
______________________________________________________
(١) المراد بالموصول هو الإرادة الإلهية التي تنتهي إليها الممكنات.
(٢) يعني : كيف لا تنتهي إرادة الكفر والعصيان من الكافر والعاصي إلى ما لا بالاختيار؟ والحال أنّه قد سبق هذه الإرادة ـ الإرادةُ ـ الأزلية الإلهية الرافعة للاختيار.
(٣) أي : إرادتي الكفر والعصيان.
(٤) أي : ومع السبق المزبور.
(٥) ملخص هذا الجواب : أنّ المؤاخذة ليست لأجل الاستحقاق حتى يرد عليه الإشكال بأنّه لا استحقاق مع عدم الاختيار ، بل لكونها من اللوازم الذاتيّة المترتبة على الكفر والعصيان الناشئين عن الخبث الذاتي ترتب المعلول على علته ، وإذا انتهى الأمر إلى الذاتي انقطع السؤال بِلم ، لأنّ الذاتي لا يعلّل ، فلا يقال : «لم اختار المؤمن والكافر الإيمان والكفر» ، إذ المفروض أنّهما من لوازم ذاتهما ، ولذا يكون الشقي شقياً في بطن أُمّه والسعيد سعيداً كذلك ، كما في النبوي (١) ، و «الناس معادن كمعادن الذهب والفضة» (٢) كما في بعض الروايات ، فالسعادة والشقاوة ذاتيتان للناس كذاتية الذهبيّة والفضية للذهب والفضة ، هذا محصل ما أفاده المصنف (قده) في دفع شبهة
__________________
(١) روضة الكافي ص ٨١ طبع طهران سنة ١٣٧٧ ، الفقيه ، ج ٤ ص ٢٨٨ طبع النجف ، توحيد الصدوق ص ٢٥٧.
(٢) روضة الكافي ص ١٧٧ ، الفقيه ، ج ٤ ، ص ٢٧٣.