.................................................................................................
______________________________________________________
.................................................................................................
__________________
(الأوّل) في روايات العنوان الأوّل ، وهي بين مطلقة ومجملة ومبينة ، وحيث إنّ المدار على المبينة فلا جدوى في تعرض الأُوليين ، لاشتمال الثالثة على نفس لفظي القضاء والقدر مع تفسيرهما ، ونقتصر من هذه الطائفة الثالثة على رواية واحدة ، لوفائها بالمرام ، وهي ما نقله الوافي عن الكافي مرفوعاً ، وعن الصدوق عليه الرحمة في التوحيد مسنداً ـ هكذا ـ : «أحمد بن عمران الدقاق عن محمد بن الحسن الطائي عن سهل عن علي بن جعفر الكوفي ، قال : سمعت سيدي علي بن محمد عليهماالسلام يقول : حدثني أبي محمد بن علي عن أبيه الرضا عن أبيه عن أبيه عن أبيه عن أبيه عن أبيه الحسين عليهمالسلام» ومتن الرواية في الكافي على ما في الوافي هو هذا : «كان أمير المؤمنين عليه أفضل الصلاة والسّلام جالساً بالكوفة بعد منصرفه من صفين إذ أقبل شيخ فجثا بين يديه ، ثم قال : يا أمير المؤمنين أخبرنا عن مسيرنا إلى الشام أبقضاء من الله وقدره؟ فقال له : أمير المؤمنين عليهالسلام : أجل! يا شيخ : ما علوتم تلعة ولا هبطتم بطن واد إلّا بقضاء من الله وقدره ، فقال له الشيخ : عند الله أحتسب عنائي يا أمير المؤمنين ، فقال له : مه يا شيخ ، فو الله لقد عظّم الله لكم الأجر في مسيركم وأنتم سائرون ، وفي مقامكم وأنتم مقيمون ، وفي منصرفكم وأنتم منصرفون ، ولم تكونوا في شيءٍ من حالاتكم مكرهين ، ولا إليه مضطرين ، فقال له الشيخ : وكيف لم نكن في شيءٍ من حالاتنا مكرهين ولا إليه مضطرين؟ وكان بالقضاء والقدر مسيرنا ومنقلبنا ومنصرفنا ، فقال له : وتظن أنّه كان قضاءً حتماً وقدراً لازماً ، انّه لو كان كذلك لبطل الثواب والعقاب ، والأمر والنهي ، والزجر من الله ، وسقط معنى الوعد والوعيد ، فلم تكن لأئمة