كذلك (١) ، فيكون الخبر (٢) موضوعاً ليستعمل (٣) في حكاية ثبوت معناه في موطنه ، والإنشاء ليستعمل في قصد تحققه وثبوته وان اتفقا فيما استعملا فيه فتأمل (٤). ثم إنّه قد انقدح
______________________________________________________
الاخبارية والإنشائية أيضا من شئون الاستعمال من دون دخلهما في الموضوع له أو المستعمل فيه ، فالاختلاف بين الخبر والإنشاء إنما هو في قصد المتكلم ، وعليه فالمتكلم بكلمة ـ بعت ـ ان قصد بها الحكاية عن ثبوت نسبة البيع إلى نفسه في موطنها ـ وهو وعاء الاعتبار ـ فذلك إخبار ، وان قصد بها إيجاد البيع ونقض عدمه المحمولي بوجوده كذلك ، فذلك إنشاء ، فإخبارية لفظة ـ بعت ـ وإنشائيتها منوطتان بالقصد ، فهما من أطوار الاستعمال.
(١) أي : في كيفية الوضع مع اتفاقهما في نفس المعنى الموضوع له.
(٢) وهو في الاصطلاح : الكلام الّذي يكون لنسبته خارج تطابقه أو لا تطابقه ، والإنشاء كلام ليس لنسبته خارج كذلك.
(٣) ليست الحكاية جزءاً للمعنى ، بل اللفظ يستعمل في معناه بقصد الحكاية ، فالعبارة لا تخلو عن مسامحة.
وبالجملة : فالمعنى في الاخبار والإنشاء واحد ، لأنّه عبارة عن نسبة المبدأ إلى الذات ، فان قصد بالكلام الحكاية عن النسبة فيكون خبراً ، وان قصد به إيجادها يكون إنشاءً.
(٤) لعله إشارة إلى : أنّ مجرد إمكان كون الاخبارية والإنشائية من شئون الاستعمال من دون دخلهما في المعنى لا يستلزم الوقوع ولا يصلح لإثباته. أو إلى : أنّ هذه الدعوى لا تسمع إلّا في خصوص الألفاظ المشتركة التي تستعمل تارة في الإخبار وأُخرى في الإنشاء كصيغة ـ بعت ـ ، وأمّا المختصة بإحداهما ،