المعنى والإشارة والتخاطب يستدعيان التشخص كما لا يخفى. فدعوى أنّ المستعمل فيه في مثل «هذا» أو «هو» أو «إياك» إنّما هو المفرد المذكر ، وتشخّصه إنّما جاء من قبل الإشارة أو التخاطب بهذه الألفاظ إليه ، فإنّ الإشارة أو التخاطب لا يكاد يكون إلّا إلى الشخص (١) أو معه (٢) غير مجازفة (٣). فتلخص مما حققناه : أنّ التشخص الناشئ من قبل الاستعمالات لا يوجب تشخص المستعمل فيه سواء كان تشخصاً خارجياً كما في مثل أسماء الإشارة ، أو ذهنياً كما في أسماء الأجناس والحروف ونحوهما (٤) من غير فرق في ذلك (٥) أصلا بين الحروف وأسماء الأجناس ،
______________________________________________________
والتخاطب اللذين هما من أطوار الاستعمال وشئونه من دون دخلهما في الموضوع له ليكون خاصاً. كما أنّ تشخص الموصولات لنشوه عن الصلة خارج عن الموضوع له والمستعمل فيه.
(١) كما في الإشارة ، فإنّ الإشارة باليد في مقام استعمال أسماء الأجناس كلفظة ـ رجل إذا أُطلقت وأُشير إلى مسماها باليد كما لا توجب جزئية المعنى كذلك الإشارة بلفظ هذا.
(٢) كما في التخاطب ، فتعيّن معنى الموصول وتشخصه ناشٍ عن صلته وخارج عن حيز الموضوع له.
(٣) خبر ـ دعوى ـ (*).
(٤) من المعاني الكلية.
(٥) يعني : في عدم تشخص المعنى بسبب التشخص الناشئ عن الاستعمال.
__________________
(*) لا يخفى أنّ مجرد عدم المجازفة ليس برهاناً على المدعى بعد إمكان دخل الإشارة والتخاطب في نفس الموضوع له ، لعدم دليلية مجرد الإمكان على الوقوع ، مع أنّه اجتهاد في اللغة