وجهان مبنيان على أنّ مفاد الصيغة على هذا القول (١) هو وحدة المطلوب (٢) أو تعدده (٣) (*) ، ولا يخفى أنه لو قيل
______________________________________________________
هل هو وحدة المطلوب ـ بمعنى كون الفورية مقوِّمة لأصل المصلحة بحيث تفوت بفوات الفورية ـ أم تعدد المطلوب بمعنى أن يكون هناك مصلحة قائمة بذات الفعل من غير تقيده بالفورية ، ومصلحة أخرى قائمة بالفورية في كل زمان ، يعني إن لم يأت به في الآن الأوّل وجب عليه الإتيان في الآن الثاني وهكذا ، فيكون الإخلال بالفورية في كل زمان مفوِّتا لمرتبة من مراتب المصلحة مع بقاء أصلها؟ (١) أي : القول بدلالة الصيغة على الفور.
(٢) بالمعنى المتقدم آنفا ، ولازمه سقوط الأمر بالطبيعة بالإخلال بالفورية.
(٣) بالمعنى الّذي عرفته أيضا ، ولازمه بقاء الأمر بالطبيعة.
__________________
(*) ينبغي البحث هنا في مقامين :
الأوّل : في محتملات تعدد المطلوب ثبوتا.
والثاني : فيما تدل عليه الصيغة إثباتا.
أمّا المقام الأول ، فملخص الكلام فيه : أنّ تعدد المطلوب يتصور على وجهين :
أحدهما : أن تكون هناك مصلحة قائمة بنفس الطبيعة ، ومصلحة قائمة بالفورية في الزمان الأوّل فقط ، فإذا فاتت تلك الفورية فاتت مصلحتها ، فيسقط الأمر بالفورية ، وبقي الأمر بالطبيعة ، فيأتي بها متى شاء.
ثانيهما : أن تكون المصلحة القائمة بالفور ذات مراتب ، فالإخلال بالفورية في كل زمان يكون مفوِّتا لمرتبة من مراتب مصلحتها ، وتبقى المراتب الأخر منها ، ولازمه وجوب الإتيان بالمأمور به فورا ففورا كما لا يخفى.
وأمّا المقام الثاني ، فنخبة الكلام فيه : أنّ مقتضى إطلاق دليل الفور