الآية
(وَلَوْ لا فَضْلُ اللهِ عَلَيْكَ وَرَحْمَتُهُ لَهَمَّتْ طائِفَةٌ مِنْهُمْ أَنْ يُضِلُّوكَ وَما يُضِلُّونَ إِلاَّ أَنْفُسَهُمْ وَما يَضُرُّونَكَ مِنْ شَيْءٍ وَأَنْزَلَ اللهُ عَلَيْكَ الْكِتابَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَكَ ما لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكانَ فَضْلُ اللهِ عَلَيْكَ عَظِيماً (١١٣))
التّفسير
في هذه الآية الكريمة إشارة أخرى إلى حادثة «بني الأبيرق» التي تحدثنا عنها لدى تطرقنا إلى سبب النّزول في آيات سابقة ، وهذه تؤكد أن الله قد صان النّبي صلىاللهعليهوآلهوسلم بفضله ورحمته ـ سبحانه وتعالى ـ من كيد بعض المنافقين الذين كانوا يأتمرون به صلىاللهعليهوآلهوسلم ليحرفوه عن طريق الحق والعدل ، فكانت رحمة الله أقرب إلى نبيّه فصانته من كيد المنافقين ، حيث تقول الآية : (وَلَوْ لا فَضْلُ اللهِ عَلَيْكَ وَرَحْمَتُهُ لَهَمَّتْ طائِفَةٌ مِنْهُمْ أَنْ يُضِلُّوكَ).
لقد سعى أولئك المنافقون ـ من خلال اتهامهم لشخص بريء وجرّ النّبي وتوريطه في هذه الحادثة ـ إلى إلحاق ضربة بشخصية النّبي صلىاللهعليهوآلهوسلم الاجتماعية والمعنوية أوّلا ، وتحقيق مآربهم الدنيئة بحق إنسان مسلم بريء ثانيا ، ولكنّ الله العزيز العليم كان لهم بالمرصاد، فصان نبيّه صلىاللهعليهوآلهوسلم من تلك المؤامرة وأحبط عمل المنافقين.