الآيتان
(إِنَّما جَزاءُ الَّذِينَ يُحارِبُونَ اللهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَساداً أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلافٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ذلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيا وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذابٌ عَظِيمٌ (٣٣) إِلاَّ الَّذِينَ تابُوا مِنْ قَبْلِ أَنْ تَقْدِرُوا عَلَيْهِمْ فَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (٣٤))
سبب النّزول
ورد في سبب نزول هاتين الآيتين الكريمتين ، أنّ جماعة من المشركين قدموا إلى النّبيصلىاللهعليهوآلهوسلم وأعلنوا إسلامهم لكنّهم ـ لعدم تعودهم على طقس ومناخ المدينة ـ أصيبوا ببعض الأمراض ، فنصحهم النّبي صلىاللهعليهوآلهوسلم أن يذهبوا إلى منطقة ذات مناخ جيد من الصحراء خارج المدينة ، كانت مرتعا لإبل الزكاة ، وأجاز لهم الانتفاع بلبن تلك الإبل بما يكفيهم،ففعلوا وتعافوا ممّا كانوا يعانون منه من الأمراض ، لكنّهم بدل أن يقدموا الشكر على صنيع النّبيصلىاللهعليهوآلهوسلم معهم ، وعمدوا إلى قتل الرعاة المسلمين والتمثيل بهم وسمل عيونهم، ونهبوا إبل الزكاة وارتدوا عن الإسلام إلى الشرك ، فأمر النّبي صلىاللهعليهوآلهوسلم بإلقاء القبض عليهم والقصاص منهم بمثل ما ارتكبوه بحق أولئك الرعاة الأبرياء ، وجزاء لهم على جرائمهم فسملت عيونهم