ومما يسترعي الانتباه أن هذا الكتاب لم يروه ولد الصدوق في تضاعيف كتبه التي وصلت إلينا على كثرة الأبواب المناسبة لذكره ، كما لم يذكره القدماء من أصحابنا.
وأقدم مصدر حكى عنه ـ فيما أعلم ـ هو كتاب الاحتجاج لأبي منصور أحمد بن علي الطبرسي أستاذ الحافظ ابن شهرآشوب السروي ، المتوفى سنة ٥٨٨ ، حكاه عنه البحراني في لؤلؤة البحرين ص ٣٨٤ ، ولم أجده في مطبوع الاحتجاج.
ورواه بصورة مختصرة الحافظ ابن شهرآشوب في المناقب ج ٣ ص ٥٢٧ وذكره مفصلا القاضي المرعشي في مجالس المؤمنين ج ١ ص ٤٥٣ ، والخوانساري في الروضات ص ٣٧٧ ، والنوري في خاتمة المستدرك ج ٣ ص ٥٢٧ وغيرهم من المتأخرين.
ذكر الشيخ النجاشي في رجاله ص ١٨٤ أبا الحسن ـ والد المؤلف ـ ووصفه بقوله :
شيخ القميين في عصره ومتقدمهم وفقيههم وثقتهم ، كان قدم العراق واجتمع مع أبي القاسم بن روح رحمهالله وسأله مسائل ثم كاتبه بعد ذلك على يد علي بن جعفر الأسود (١) يسأله أن يوصل رقعة إلى الصاحب عليهالسلام ويسأله فيها الولد ، فكتب إليه : قد دعونا لك بذلك ، وسترزق ولدين ذكرين خيرين.
وذكر الشيخ الطوسي في كتاب الغيبة ص ٢٠١ أن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه كانت تحته بنت عمه محمد بن موسى بن بابويه فلم يرزق منها ولدا ، فكتب إلى الشيخ أبي القاسم الحسين بن روح رضياللهعنه أن يسأل الحضرة أن يدعو الله أن يرزقه أولادا فقهاء ، فجاء الجواب أنك لا ترزق من هذه وستملك جارية ديلمية وترزق منها ولدين فقيهين.
__________________
(١) في إكمال الدين ص ٤٦٧ ، والغيبة للطوسي ص ٢٠١ إنه محمد بن علي الأسود.