٤ ـ ومنها إخراج ما لا يعلم بالبديهة الى ما يعلم بالبديهة كقوله تعالى : «وجنة عرضها السماوات والأرض».
٥ ـ منها إخراج ما لا قوة له في الصفة الى ما له قوة في الصفة كقوله تعالى : «وله الجوار المنشآت في البحر كالأعلام».
٦ ـ ومنها بيان إمكان المشبه وذلك حين يسند اليه أمر مستغرب لا تزول غرابته إلا بذكر شبيه له كقول البحتري :
دان الى أيد العفاة وشاسع |
|
عن كل ندّ في الندى وضريب |
كالبدر أفرط في العلو وضوءه |
|
للعصبة السّارين جد قريب |
فقد وصف البحتري ممدوحه في البيت الأول بأنه قريب للمحتاجين ، بعيد المنزلة ، بينه وبين نظرائه في الكرم بون شاسع ، ولكن البحتري حينما أحس بأنه وصف ممدوحه بوصفين متضادين هما : القرب والبعد. أراد أن يبين لك أن ذلك ممكن وأن ليس في الأمر تناقض ، فشبه ممدوحه بالبدر الذي هو في السماء ولكن ضوءه قريب جدا للسائرين بالليل.
٧ ـ ومنها بيان حاله وذلك حينما يكون المشبه غير معروف الصفة قبل التشبيه فيفيده التشبيه الوصف كقول النابغة :
كأنك شمس والملوك كواكب |
|
إذا طلعت لم يبد منهنّ كوكب |
فقد شبه النابغة ممدوحه بالشمس وشبه غيره من الملوك بالكواكب ، لأن سطوة الممدوح تغض من سطوة كل ملك كما تخفي الشمس الكواكب ، فهو يريد أن يبين حال الممدوح وحال غيره من الملوك.