ضرورة استحالة الصعود بدون مثل النصب عقلا لغير الطائر فعلاً وان كان طيرانه ممكناً ذاتاً ، فافهم (١).
ومنها : تقسيمها إلى مقدمة الوجود ، ومقدمة الصحة ، ومقدمة الوجوب (*) ومقدمة العلم (٢) ، لا يخفى رجوع مقدمة الصحة إلى مقدمة الوجود (٣) ولو على
______________________________________________________
(١) لعله إشارة إلى : منع رجوع المقدمة العادية إلى العقلية ، لأنّ المناط في المقدمة هو كون التوقف عقليّاً ، ومع فرض إمكان الطيران عقلاً كما نبّه عليه بقوله : ـ وان كان طيرانه ممكنا ذاتا ـ لا يكون توقف الصعود على نصب السلّم عقلياً ، بل عادياً.
٣ ـ مقدمة الوجود والصحة والوجوب والعلم
(٢) توضيحه : أنّ المقدمة تارة تكون مما يتوقف عليه نفس الواجب ، كطيِّ المسافة ، فإنّه مما يتوقف عليه وجود مناسك الحج للنائي.
وأُخرى مما يتوقف عليه وصفه كصحّته المتوقفة على شرائطه ، كالطهارة ونحوها من الشروط بالنسبة إلى الصلاة ، فإنّها مما يتوقف عليها صحة الصلاة.
وإن شئت فقل : إنّ ما يتوقف عليه انطباق المأمور به على المأتي به هو المسمى بمقدمة الصحة بناءً على كون الصحة عبارة عن الانطباق المذكور.
وثالثة مما يتوقف عليه وجوب الواجب كالبلوغ والعقل من الشرائط العامة ، والاستطاعة للحج من الشرائط الخاصة.
ورابعة مما يتوقف عليه العلم بوجود الواجب كالإتيان بالصلاة في الثوبين المشتبهين عند اشتباه الطاهر بالنجس ، وكالإتيان بها إلى الجهتين عند اشتباه القبلة بينهما ، ونحو ذلك مما يتوقف العلم بوجود المأمور به في الخارج عليه.
(٣) أمّا رجوعها إلى مقدمة الوجود ـ بناءً على الوضع للصحيح ـ فواضح ،
__________________
(*) لا يخفى ما في جعل مقدمة الوجوب من أقسام مقدمة الواجب من المسامحة ، إذ المقصود هو البحث عن الملازمة بين وجوب الواجب وبين وجوب مقدمته ، ومن المعلوم تأخّر هذا البحث عن ثبوت الوجوب للواجب ، والفراغ عنه