.................................................................................................
______________________________________________________
أبي سعيد القاضي.
ومنها : ما ورد في الحج ماشيا ، كرواية (١) أبي المنكدر عن أبي جعفر عليهالسلام قال : «قال ابن عبّاس : ما ندمت على شيء صنعت ندمي على أن لم أحجّ ماشيا ، لأنّي سمعت رسول الله صلىاللهعليهوآله يقول : من حجّ بيت الله ماشيا كتب الله له سبعة آلاف حسنة من حسنات الحرم ، قيل يا رسول الله وما حسنات الحرم؟ قال : حسنة ألف ألف حسنة ، وقال : فضل المشاة في الحج كفضل القمر ليلة البدر على سائر النجوم.
وكان الحسين بن علي عليهماالسلام يمشي إلى الحجّ ودابّته تقاد وراءه».
وكرواية الحلبي ، قال : «سألت أبا عبد الله عليهالسلام عن فضل المشي ، فقال : الحسن ابن علي عليهماالسلام قاسم ربّه ثلاث مرّات حتى نعلا ونعلا ، وثوبا وثوبا ، ودينارا ودينارا ، وحجّ عشرين حجّة ماشيا على قدميه» (٢).
وجه المنافاة : أنّ الروايات (*) تدلّ على ترتّب الثواب على المقدّمات ،
__________________
(*) وكذا الآيات الشريفة ، كقوله تعالى : «ومن يطع الله ورسوله ويخشى الله ويتقه فأولئك هم الفائزون» ، وقوله تعالى : «إنّ الله لا يضيع أجر المحسنين» ، وقوله عزوجل : «لا ينفقون نفقة صغيرة ولا كبيرة ولا يقطعون واديا إلّا كتب لهم ليجزيهم أحسن ما كانوا يعملون» وقوله تعالى : «ومن يعص الله ورسوله ويتعد حدوده يدخله نارا» إلى غير ذلك من الآيات والروايات الّتي استدلّ بها القائلون باستحقاق الثواب والعقاب على المقدّمات.
لكن الإنصاف : عدم ظهورها في كون الثواب على وجه الاستحقاق. ودعوى ظهورها في ذلك مجازفة ، فالوجوه المحتملة حينئذ كثيرة :
أحدها : التفضّل.
__________________
(١) الوسائل ، كتاب الحج ، الباب ٣٢ من أبواب وجوب الحج وشرائطه ، الحديث ٩).
(٢) المصدر المتقدم ، الحديث ٣.