ان قلت (١) : فرق بين الاجتماع في عرض واحد ، والاجتماع كذلك (٢) ، فإنّ (٣) الطلب في كلّ منهما في الأوّل (٤) يطارد الآخر ، بخلافه (٥) في الثاني ، فإنّ (٦) الطلب بغير الأهمّ لا يطارد طلب الأهمّ ، فإنّه (٧) يكون على تقدير عدم الإتيان بالأهم ، فلا يكاد يريد غيره (٨) على تقدير إتيانه ، وعدم عصيان أمره.
______________________________________________________
(١) غرض هذا القائل : إبداء الفرق بين اجتماع الطلبين في عرض واحد ، مثل : «إذا ضربت زيدا فقم واقعد» ، وبين اجتماعهما بنحو الترتّب في استحالة الأوّل ، دون الثاني.
وملخص الفرق بينهما : أنّ الطلب في كلّ من الضدين طارد للآخر إذا كانا عرضيّين ، بخلاف ما إذا كانا طوليّين ، كما في الترتّب المبحوث عنه ، فإنّ كلّا من الضدين حينئذ لا يطارد الآخر ، لأنّ مطلوبيّة المهم منوطة بعصيان أمر الأهم ، فمقتضى الترتّب : وقوع مطلوبيّة كلّ من الضّدين في طول مطلوبيّة الآخر ، وامتناع وقوعهما معا على صفة المطلوبيّة عرضا ، فلو فرض محالا إيجادهما معا لا يتّصف بالمطلوبيّة إلّا خصوص الأهم ، لأنّ مطلوبيّة المهم موقوفة على عصيان أمر الأهم ، والمفروض امتثاله.
(٢) أي : على نحو الترتّب.
(٣) هذا بيان الفرق بين الاجتماع بنحو العرضيّة ، والاجتماع بنحو الترتّب والطوليّة ، وقد مرّ توضيحه آنفا.
(٤) وهو : الاجتماع العرضي. وضمير ـ منهما ـ راجع إلى ـ الضدين ـ.
(٥) أي : الطلب في الثاني ، وهو : الاجتماع بنحو الترتّب والطوليّة.
(٦) هذا تقريب عدم المطاردة في اجتماع الطلبين بنحو الترتّب والطوليّة.
(٧) يعني : فإنّ طلب المهم لا يطارد طلب الأهم ولا يزاحمه ، لأنّ موضوعه عدم الإتيان بالأهم ، فلا مطلوبيّة له إلّا في ظرف عدم إيجاد الأهم.
(٨) أي : غير الأهم ، يعني : لا يكاد يريد الآمر غير الضّد الأهم ـ وهو