منها بل في مطلق اللزوم (١) ـ بعيدة (٢) (*) عهدتها على مدعيها (٣) ، كيف (٤)
______________________________________________________
(١) يعني : بل كثرة استعمال الجملة الشرطية في مطلق اللزوم دون اللزوم الخاصّ ـ وهو الترتب بنحو العلية ـ ثابتة ، ومع هذه الكثرة لا تصح دعوى تبادر اللزوم والترتب بنحو العلة المنحصرة الّذي هو أساس المفهوم ، لدلالته حينئذ على الانتفاء عند الانتفاء. وضمير «منها» راجع إلى العلة.
(٢) خبر قوله : «ودعوى» ودفع لها ، وقد عرفت وجه بعدها بقوله : «مع كثرة استعمالها».
(٣) خبر قوله : «عهدتها» ، وضميرا «عهدتها ومدعيها» راجعان إلى الدعوى.
(٤) هذا أيضا في مقام تضعيف الدعوى المزبورة ، توضيحه : أنه كيف تصح دعوى تبادر العلة المنحصرة مع كون الاستعمال في مطلق اللزوم وخصوص العلة المنحصرة بوزان واحد ، حيث ان تبادر العلة المنحصرة لو ثبت لاقتضى أن يكون الاستعمال في مطلق اللزوم استعمالا في غير الموضوع له بالعناية والمجاز ، لأن التبادر علامة الوضع ، مع أنه ليس كذلك ، لأن الاستعمال في مطلق اللزوم كالاستعمال في خصوص العلة المنحصرة يكون بلا عناية.
__________________
(*) بل قريبة ، إذ لا منافاة بين التبادر المزبور وبين كثرة الاستعمال في غير الترتب على نحو الترتب على العلة المنحصرة ، نظير كثرة استعمال صيغة الأمر في الندب مع كونها حقيقة في الوجوب ، فان كثرة الاستعمال في المعنى المجازي لا توجب رفع اليد عن المعنى الحقيقي ، وعن حمل اللفظ عليه مع التجرد عن القرينة.