حتى يستكشف منها ما هو المتبادر منها (١) غير مسموعة (٢) ، فان السبيل إلى التبادر لا ينحصر بالانسباق إلى أذهاننا ، فان الانسباق (*) إلى أذهان أهل العرف أيضا (٣) سبيل.
وربما يعد مما دل على الحصر كلمة «بل» الإضرابية ، والتحقيق :
______________________________________________________
ببيان : أن استعمالها في العرف السابق مختلف ، لاستعمالها في الحصر وغيره ، ولم تستعمل أيضا في عرفنا اليوم ليرجع إليه في تشخيص معناها من الحصر وعدمه ، وكذا لم يعلم بما يرادفها في عرفنا الحاضر حتى يرجع إليه في تشخيص معناه ، إذ لم يعلم أن قولهم بالفارسية : «اينست وجز اين نيست» مرادف لهذه الكلمة أولا. وعليه فلا سبيل إلى دعوى التبادر أصلا.
(١) أي : من كلمة «انما».
(٢) خبر «دعوى» ودفع لها ، وحاصله : أن طريق التبادر لا ينحصر بالانسباق إلى أذهاننا أي العرف الخاصّ ، بل الانسباق إلى أذهان العرف أيضا سبيل من السبل ، فعدم الانسباق إلى أذهاننا لا يقدح في دعوى التبادر ، فالحق أنه لا قصور في دعوى التبادر.
(٣) يعني : كالانسباق إلى أذهاننا.
__________________
(*) ان أريد انسباق عرفنا الحاضر ، فهو متفرع على استعمالها فيه ، وهو منتف بالفرض. وان أريد العرف السابق ، فالمفروض أن استعمالها فيه مختلف ، إذ قد استعملت فيه في الحصر وغيره ، فانسباق الحصر إلى أذهان العرف السابق أيضا مفقود. فالحق أن يقال : ان إنكار استعمالها في عرفنا الحاضر ، وتبادر الحصر منها فيه بلا وجه وجيه ، فتدبر.