فصل
ربما عد من الألفاظ الدالة على العموم النكرة في سياق النفي (١) أو النهي (٢) ، ودلالتها عليه لا ينبغي أن تنكر عقلا (٣) ، لضرورة (٤) أنه لا [يكاد] يكون طبيعة معدومة إلّا إذا لم يكن فرد منها بموجود ، وإلّا (٥)
______________________________________________________
(دلالة النكرة في سياق النفي أو النهي على العموم)
(١) كقوله تعالى : «وَاللهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهاتِكُمْ لا تَعْلَمُونَ شَيْئاً».
(٢) كقوله : «لا تلبس شيئاً مما لا يؤكل في الصلاة» واعلم أنه لما فرغ المصنف عن إثبات أن للعموم صيغة تخصه ، تعرض لجملة من الألفاظ التي عدت من مصاديقه ، فان منها النكرة الواقعة في سياق النفي أو النهي ، وتقريب دلالتها على العموم : أن انعدام الطبيعة يتوقف عقلا على ترك جميع أفرادها ، بداهة أنه مع وجود فرد واحد من أفرادها توجد الطبيعة ، وهذا خلاف ما هو المطلوب من انعدامها ، فدلالة النكرة الواقعة في حيز النفي أو النهي على العموم انما تكون بحكم العقل ، بشرط أن تكون الطبيعة مطلقة على ما يأتي.
(٣) قيد للدلالة ، يعني : ودلالة النكرة على العموم عقلا لا ينبغي أن تنكر.
(٤) تعليل للدلالة ، يعني : أن انعدام الطبيعة يتوقف عقلا على انعدام جميع أفرادها.
(٥) أي : وان كان فرد منها موجوداً كانت الطبيعة موجودة.