فصل
لا شبهة (١) (*) في أن العام المخصص بالمتصل (٢)
______________________________________________________
المخصص المتصل والمنفصل
(١) الغرض من عقد هذا البحث تحقيق حال العام المخصص بمخصص متصل أو منفصل من حيث كونه حجة في الباقي وعدمها ، قال في المعالم : «الأقرب عندي أن تخصيص العام لا يخرجه عن الحجية في غير محل التخصيص ان لم يكن المخصص مجملا مطلقاً ... إلخ». وفي التقريرات : «إذا خصص العام بأمر معلوم مفهوما ومصداقاً فلا ينبغي الإشكال في حجية العام في الباقي مما يتطرق عليه الاشتباه كما عليه المشهور ... إلخ».
(٢) ليس المراد بالمتصل هنا ما يراد به ـ في مثل قولهم : ان للمتكلم أن يلحق بكلامه ما شاء ما دام متشاغلا به ـ من الاتصال والانفصال الحسّيين ، بل المراد بهما وحدة الجملة وتعددها. وعليه ، فقول القائل : «لا تكرم الفلسفيين» من مثل «أكرم العلماء ، لا تكرم الفلسفيين» منفصل ، لتعدد الجملتين وان اتصلت الثانية بالأولى حساً ، كما أن وصف العدول ونحوه مما يكون من الملابسات كالحال والبدل والشرط من قولنا : «أكرم العلماء العدول» أو «عادلين»
__________________
(*) ظاهره نفي الشبهة عند كل أحد ، فهو من قبيل اللفظ الصريح في تسلم المطلب عند الجميع ، وهو مناف للخلاف الّذي تعرض له بعد ذلك ، فالأولى أن يقال : الحق أو الأقرب أو الأصح أن العام المخصص بالمتصل أو المنفصل حجة في الباقي.