الظاهر أن مثل أدوات النداء لم يكن موضوعاً لذلك (١) ، بل للخطاب الإيقاعي الإنشائي ، فالمتكلم ربما يوقع الخطاب بها تحسراً وتأسفاً وحزناً مثل «يا كوكباً ما كان أقصر عمره» ، أو شوقاً [تشوقاً] ونحو ذلك (٢) ، كما يوقعه (٣) مخاطباً لمن يناديه حقيقة ، فلا (٤) يوجب استعماله في معناه الحقيقي حينئذ (٥)
______________________________________________________
بداعي الشوق ، كقوله :
يا آل بيت رسول الله حبكم |
|
فرض من الله في القرآن أنزله |
(١) أي : للخطاب الحقيقي.
(٢) كقوله :
أيا جبلي نعمان بالله خليا |
|
نسيم الصبا يخلص إليّ نسيمها |
(٣) عطف على قوله : «يوقع الخطاب» يعني : كما يوقع المتكلم الخطاب مخاطباً لمن يناديه حقيقة بلا تحسر أو تأسف أو غيرهما من دواعي إنشاء الخطاب ، فأدوات الخطاب على هذا تستعمل دائماً في معناها الحقيقي وهو إنشاء الخطاب بلا لزوم مجاز أصلا.
(٤) متفرع على قوله : «لكن الظاهر» يعني : بعد البناء على وضع أدوات الخطاب للخطاب الإنشائي لا يلزم تخصيص تاليها بالحاضرين ، لكون غيرهم ممن لا تصح مخاطبته ، كما كان الأمر كذلك بناء على وضع الأدوات للخطاب الحقيقي ، كما أشار إليه بقوله : «لَأوجب استعماله فيه تخصيص ما يقع» وذلك لما مر من صحة إيقاع الخطاب وإنشائه بالنسبة إلى كل من الموجود والمعدوم من دون لزوم مجاز. وضميرا «استعماله ومعناه» راجعان إلى «مثل أدوات النداء».
(٥) يعني : حين كون معنى الأدوات الخطاب الإنشائي لا يلزم تخصيص