هل الظاهر هو رجوعه إلى الكل (١) أو خصوص الأخيرة ، أو لا ظهور له في واحد منهما (٢) ، بل لا بد في التعيين من قرينة (٣)؟ [فيه] أقوال (٤) والظاهر أنه لا خلاف ولا إشكال (*) في رجوعه إلى الأخيرة على
______________________________________________________
الاستثناء المتعقب لجمل
(١) أي : كل واحد منها بنحو العام الاستغراقي ، بحيث يكون ذلك ظاهر الاستثناء المزبور ، وإرادة خلافه منوطة بالقرينة.
(٢) أي : لا ظهور للاستثناء في رجوعه إلى الكل أو خصوص الأخيرة.
(٣) إذ المفروض إجمال الكلام حينئذ ، فلا بد في تعيين المراد من قرينة.
(٤) الأول : رجوعه إلى الكل ، وهو المنسوب إلى الشيخ والشافعية.
الثاني : رجوعه إلى خصوص الأخيرة ، وهو المعزي إلى أبي حنيفة وأتباعه.
الثالث : أنه مشترك بينهما ، فلا بد في التعيين من نصب قرينة معينة ، وهو المنسوب إلى السيد قدسسره.
الرابع : التوقف ، وهو المنسوب إلى الغزالي.
__________________
فمحل النزاع هو الكلام الواحد الّذي يمكن أن يرجع فيه الخاصّ إلى الكل أو الأخيرة بحسب القواعد العربية ، بأن يكون من التوابع ويصلح للقرينية وليس هذا إلّا مع العطف ، وكون الخاصّ من الملابسات.
فالمتحصل : أن إضافة «المتعاطفة» إلى الجمل لازمة.
(*) حتى عند أهل الوقف ، لكن لأجل القدر المتيقن ، لا لأجل الظهور ، إذ لو كان الرجوع إلى الأخيرة لأجله ، كان منافياً لمذهب أهل الوقف.