.................................................................................................
______________________________________________________
.................................................................................................
__________________
لها ، فكذلك صفحة الأعيان بالنسبة إليه سبحانه وتعالى ، لكونها مخلوقة له عزوجل.
فالبداء بالمعنى اللائق بالمقام الربوبي هو إظهار ما أخفاه أولا على العباد من استمرار ، أو مخصص ، أو مقيد ، أو شرط ، كما إذا أمر النبي أو الولي بحكم عام أو مطلق ، وبعد مضي زمان يبين مخصصه أو مقيده ، أو أمرهما بالأخبار بوقوع شيء كعذاب أمة مع عدم بيان أن وقوعه منوط بعدم تحقق أمر كالتوبة أو الصدقة أو غيرهما ، فالبداء من الله تعالى بمعنى الإظهار للعباد ، لا بمعنى الظهور له تعالى ، لما عرفت من أنه مستلزم للجهل تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً فاللام في قولنا : «بدا لله كذا» بمعنى «من» يعني ظهر منه تعالى لعباده كذا.
والبداء بهذا المعنى لا يرد عليه شيء من الإشكالات ، كلزوم تغير إرادته تعالى ، واستلزامه الجهل ، وغير ذلك مما ذكر في نسخ الأحكام الّذي هو بداء تشريعي ، كما أن البداء في التكوينيات نسخ تكويني ، كما عن بعض الحكماء المتألهين قدسسره.
قال شيخ الطائفة المفيد (قده) : «قول الإمامية في البداء طريقة السمع دون العقل ، وقد جاءت الاخبار به عن أئمة الهدى عليهمالسلام ، والأصل في البداء هو الظهور ، قال الله تعالى : (وَبَدا لَهُمْ مِنَ اللهِ ما لَمْ يَكُونُوا يَحْتَسِبُونَ) ، أي ظهر لهم ... إلى أن قال : فمعنى قول الإمامية بدا لله في كذا أي ظهر منه في الأمر الفلاني للناس كذا ، وليس المراد منه تعقب الرّأي ، ووضوح أمر كان قد خفي عنه ، وجميع أفعال الله تعالى الظاهرة في خلقه بعد أن لم تكن ، فهي