في البين (١) ، فانه (٢) غير مؤثر في رفع الإخلال بالغرض لو كان بصدد البيان (٣) كما هو (٤)
______________________________________________________
(١) متعلق بـ «المتيقن» ، يعني : لو كان المتيقن في البين بملاحظة الخارج عن مقام التخاطب ، بأن لا يكون التيقن ناشئاً عن ظهور اللفظ في الفرد المتيقن.
(٢) جواب «لو» وضمير «انه» راجع إلى المتيقن الخارجي ، توضيحه : أن المتيقن في غير مقام التخاطب لو كان مراداً للمتكلم ، وأطلق الكلام ، ولم ينصب قرينة على كون ذلك المتيقن مراده لأخل بغرضه ، إذ ليس له أن يعتمد في تفهيم مراده على هذا التيقن ، حيث انه ليس كل متيقن صالحاً للقرينية ، وانما الصالح لها ما ينفهم من الكلام الملقى إلى المخاطب ، إذ المفروض كون المتكلم في مقام البيان بحسب مقام التخاطب ، فالمؤثر في رفع الإخلال بالغرض لا بد أن يكون المتيقن بحسب هذا المقام أيضا ، لا المتيقن الخارجي الأجنبي عنه.
والحاصل : أن المتيقن في مقام التخاطب صالح للقرينية ، بحيث لو أراده المتكلم وأطلق الكلام لم يلزم إخلال بغرضه ، لصحة الاعتماد على هذا المتيقن لانفهامه عرفاً من الكلام. بخلاف المتيقن الخارجي ، فانه لأجنبيته عن مقام التخاطب لا يصح الركون إليه في مقام التفهيم ، فلو كانت الرقبة المؤمنة موضوعاً للحكم وكانت في مقام الامتثال مجزئة قطعاً ، لكن لم تكن متيقنة من نفس الكلام ، كان الإطلاق حينئذ مخلا بالغرض ، لعدم كون هذا التيقن بياناً لذلك الغرض.
(٣) أي : لو كان المتكلم بصدد البيان بالكلام الملقى إلى المخاطب.
(٤) يعني : أن كون المتكلم بصدد البيان بالخطاب ـ كما هو قضية المقدمة الأولى من مقدمات الحكمة ـ مفروض البحث.