فافهم (*).
ثم لا يخفى عليك (١) أن المراد بكونه في مقام بيان تمام مراده مجرد (٢)
______________________________________________________
(١) هذا إشارة إلى توهم ودفعه ، أما التوهم الناشئ من عبارة التقريرات «وانما حمل على الإطلاق والإشاعة بواسطة عدم الدليل ، فالإطلاق بمنزلة الأصول العملية في قبال الدليل» فحاصله : أن مقتضى الظاهر عدم جواز التمسك بالمطلقات بعد الظفر بمقيد منفصل ، لكشف المقيد عن عدم كون المتكلم بصدد بيان تمام مراده ، وأنه كان في مقام الإهمال أو الإجمال ، مع أن السيرة استقرت على التمسك بها بعد الظفر بالمقيد.
بل ربما يقال : بأنه يشكل التمسك بالإطلاق مع وجود الظن الغالب بوجود المقيد بالنسبة إلى الإطلاقات المتعارفة.
(٢) هذا إشارة إلى دفع التوهم ، وحاصله : أن البيان على وجهين : أحدهما : بيان المراد الجدي الواقعي ، وهو المقصود في قاعدة قبح تأخير البيان عن وقت الحاجة.
ثانيهما : ما هو أعم من بيان المراد الواقعي ، بأن يظهر الواقع وان لم يكن
__________________
(*) إشارة إلى أنه لو كان بصدد بيان أنه تمامه ما أخل ببيانه بعد عدم نصب قرينة على إرادة تمام الافراد ، فانه بملاحظته يفهم أن المتيقن تمام المراد ، وإلّا كان عليه نصب القرينة على إرادة تمامها ، وإلّا قد أخل بغرضه. نعم لا يفهم ذلك إذا لم يكن إلّا بصدد بيان أن المتيقن مراد ، ولم يكن بصدد بيان أن غيره مراداً وليس بمراد قبالا للإجمال أو الإهمال المطلقين ، فافهم ، فانه لا يخلو عن دقة.