تناقض بلا مبرّر :
جاء في تفسير «الميزان» و «الدر المنثور» عن عدد من الرواة منهم الحكيم الترمذي في «نوادر الأصول» وعن غيره ، عن أبي الأحوص عن أبيه ، قال : أتيت رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم في خلقان من الثياب ، فقال لي : «هل لك من مال؟» قلت : نعم ، قال : «من أي المال؟» قلت : من كل المال ، من الإبل والغنم والخيل والرقيق ، قال : «فإذا أتاك الله ، فلير عليك». أي لا ينبغي أن تعيش كالمساكين مع انك صاحب ثروة.
ثمّ قال : «تنتج إبلك وافية آذانها؟» قلت : نعم وهل تنتج الإبل إلّا كذلك؟قال : «فلعلك تأخذ موسى فتقطع آذان طائفة منها وتقول : هذه بحر ، وتشق آذان طائفة منها وتقول : هذه الصرم؟» قلت : نعم ، قال : «فلا تفعل ، إن كل ما أتاك الله لك حل ، ثمّ قال : ما جعل الله من بحيرة ولا سائبة ولا وصيلة ولا حام» (١).
نفهم من هذه الرواية أنّهم كانوا يجمدون قسما من أموالهم ، ولكنّهم في الوقت نفسه كانوا يقتصدون في ملبسهم ، بل ويبخلون فيه ، وهذا نوع من التناقض الذي لا مسوغ له.
* * *
__________________
(١) تفسير «الميزان» ، ج ٦ ، ص ١٧٢.