ملاحظات
هنا لا بدّ من الإشارة إلى بعض النقاط :
١ ـ أبناء النّبي :
في هذه الآيات اعتبر عيسى من أبناء إبراهيم (وباحتمال من أبناء نوح) مع انّنا نعلم أنّ اتصاله بهما إنّما هو من جهة الأم ، وهذا دليل على أنّ سلسلة النسب تتقدم من جهة الأب والأم تقدما متساويا ، ولذلك فإنّ الأحفاد من الابن أو البنت هم ذرية المرء وأولاده.
وعلى هذا فإنّ أئمّة أهل البيت عليهمالسلام ، وهو جميعا من أحفاد رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم من ابنته يعتبرون أبناء رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم.
إنّ جاهلية ما قبل الإسلام لم تكن تعترف للمرأة بأية مكانة أو قيمة ، وكان النسب عندهم ما اتصل من جهة الأب فقط ، غير أنّ الإسلام أبطل هذه العادة الجاهلية ، ومن المؤسف أنّ بعض أصحاب الأقلام الذين في نفوسهم شيء تجاه أئمة أهل البيت عليهمالسلام ، سعوا إلى إنكار هذا الموضوع ، وحاولوا العودة إلى الجاهلية بالامتناع عن نسبة أبناء فاطمة إلى رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ورفضوا اطلاق عبارة «ابن رسول الله» عليهم إحياء للتقاليد الجاهلية.
هذا الموضوع نفسه كان قد عرض للمناقشة على عهود الأئمّة ، فكانوا يجيبونهم بهذه الآية باعتبارها الدليل الدامغ والردّ الحاسم على ما يفترون.
من ذلك ما جاء في «الكافي» وفي تفسير العياشي عن الإمام الصادق عليهالسلام أنّه قال : «والله لقد نسب الله عيسى بن مريم في القرآن إلى إبراهيم عليهالسلام من قبل النساء ثمّ تلا : (وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِ داوُدَ وَسُلَيْمانَ ...) إلى آخر الآيتين ، وذكر عيسى.
وفي تفسير العياشي عن أبي الأسود قال : أرسل الحجاج إلى يحيى بن معمر قال : بلغني أنّك تزعم أنّ الحسن والحسين من ذرية النّبي تجدونه في كتاب الله ، وقد قرأت كتاب الله من أوّله إلى آخره فلم أجده ، قال : أليس تقرأ سورة الأنعام :