٤ ـ معجزة قرآنية علمية :
إنّ تشبيه أمثال هؤلاء بالذي يريد أن يصعد إلى السماء ، جاء لأنّ الصعود إلى السماء صعب جدّا ، فكذلك هو قبول الحق عند هؤلاء.
إنّنا في كلامنا اليومي نتمثل بهذا التشبيه ، فإذا أردنا أن نقول أنّ الوصول إلى الأمر الفلاني صعب نقول : أن تصل إلى السماء أقرب إليك من ذلك.
بالطّبع لم يكن الطيران في السماء للبشر آنذاك أكثر من تصور ، ولكن على الرغم من تحقق ذلك اليوم ، فهو ما يزال صعبا ، وكثيرا ما يصادف رواد الفضاء المشاكل في طيرانهم.
ويخطر في الذهن معنى ألطف من ذلك يكمل البحث السابق ، وهو أنّه ثبت اليوم علميا أنّ الهواء المجاور للأرض مضغوط بشكل يصلح لتنفس الإنسان ، ولكنّنا كلما ارتفعنا قلت كثافة الهواء ونسبة وجود الأوكسجين فيه ، بحيث إنّنا إذا ارتفعنا بضع كيلومترات أصبح من الصعب أن نتنفس بسهولة (بغير قناع الأوكسجين) ، وإذا ما واصلنا صعودنا ازداد ضيق تنفسنا وأصبنا بالإغماء ، إن ذكر هذا التشبيه في ذلك الزمن قبل أن تثبت هذه الحقيقة العملية يعتبر واحدة من معجزات القرآن العلمية.
٥ ـ ما هو شرح الصدر؟
في هذه الآية يعتبر «شرح الصدر» من نعم الله الكبرى و «ضيق الصدر» من عقاب الله ، كما جاء ذكر هذه النعمة في قوله تعالى : (أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ) (١) ويتضح هذا أكثر عند دراسة الأشخاص ، فأنت ترى بعضهم على درجة من سعة الصدر بحيث إنّهم قادرون على استيعاب كل حقيقة مهما كبرت ، وعلى العكس منهم نرى صدر بعضهم من الضيق بحيث لا تكاد تنفذ إليها أية حقيقة ، فأفق
__________________
(١) الإنشراح ، ١.