الآيتان
(إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكانُوا شِيَعاً لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّما أَمْرُهُمْ إِلَى اللهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِما كانُوا يَفْعَلُونَ (١٥٩) مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثالِها وَمَنْ جاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلا يُجْزى إِلاَّ مِثْلَها وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ (١٦٠))
التّفسير
رفض المفرّقين للصّفوف ونفيهم :
تعقيبا على التعاليم والأوامر العشر التي مرّت في الآيات السابقة ، والتي أمر في آخرها بإتباع الصراط الإلهي المستقيم ، وبمكافحة أي نوع من أنواع النفاق والتفرقة ، جاءت هذه الآية تتضمن تأكيدا على هذه الحقيقة ، وتفسيرا وشرحا لها.
فيقول تعالى أوّلا : (إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكانُوا شِيَعاً لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ)(١) أي أنّ الذين اختلفوا في الدين وتفرقوا فرقا وطوائف لا يمتون إليك
__________________
(١) «الشيع» من حيث اللغة تعني الفرق والطوائف المختلفة وأتباع الأشخاص المختلفين ، وعلى هذا فإنّ مفرد كلمة يعني من يتبع مدرسة أو شخصا معينا ، هذا هو المعنى اللغوي لكلمة الشيعة.