تعالوا نعمل شيئا آخر بدل التراشق بالاتهامات ، وذلك أن يتعرف بعضنا على بعض ويفهم بعضنا بعضا ، لأنّ مثل هذه النسب والافتراءات الباطلة ليس من شأنها أن تحقق الوحدة الإسلامية ، بل توجه ضربة قاضية إلى أسس الوحدة الإسلامية.
ثواب أكثر ، عقاب أقلّ :
في الآية اللاحقة إشارة إلى الرحمة الإلهية الواسعة ، وإلى الثواب الإلهي الواسع الّذي ينتظر الأفراد الصالحين المحسنين ، وقد كمّلت التهديدات المذكورة في الآية بهذه التشجيعات ويقول : (مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثالِها).
ثمّ قال : (وَمَنْ جاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلا يُجْزى إِلَّا مِثْلَها).
وللتأكيد يضيف هذه الجملة أيضا فيقول : (وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ) وإنما يعاقبون بمقدار أعمالهم.
وأمّا ما هو المراد من «الحسنة» و «السّيئة» في الآية الحاضرة وهل هما خصوص «التوحيد» و «الشرك» أو معنى أوسع؟ فبين المفسّرين خلاف مذكور في محلّه ، ولكن ظاهر الآية يشمل كل عمل صالح وفكر صالح وعقيدة صالحة أو سيئة ، إذ لا دليل على تحديد أو حصر الحسنة والسيئة.
بحوث
وهاهنا نكات يجب التوجّه إليها والتوقف عندها :
١ ـ إنّ المقصود من قوله : «جاء به» كما يستفاد من مفهوم الجملة هو أن يجيء بالعمل الصالح أو السيء معه ، يعني إذا مثل الإنسان أمام المحكمة الإلهية العادلة يوم القيامة فإنّه لا يحضر بيد فارغة خالية من العقيدة والعمل الصالحين ، أو عقيدة أو أعمال طالحة ، بل هي معه دائما ، ولا تنفصل عنه أبدا ، فهي قرينته في