٤ ـ منتهى اللّطف الرّباني
إنّ النقطة الأجمل في المقام هي أنّ الآية الحاضرة جسّدت منتهى اللطف والرحمة الإلهية في حق الإنسان.
فهل عرفت أحدا بيده كل أزمة الإنسان وشؤونه ، كما أنّه محيط بجميع أعماله وشؤونه ، يبعث قادة ومرشدين معصومين لهدايته وإرشاده ، ليوفق إلى الإتيان بالعمل الصالح في هدي رسله ، مستفيدا من الطاقة الإلهية الممنوحة له ، مع ذلك يثيبه على حسناته بعشر أمثالها ، ولكنّه لا يجازيه على السيئة إلّا بمثلها ، ثمّ يجعل باب التوبة ونيل العفو مفتوحا في وجهه؟!
يقول أبو ذر : قال الصادق المصدّق [أي رسول الله] : «إنّ الله قال الحسنة عشر أو أزيد ، والسيئة واحدة أو أغفر ، فالويل لمن غلبت آحاده أعشاره» (١).
* * *
__________________
(١) مجمع البيان ، المجلد الرابع ، ص ٣٩٠.