الآية
(وَلَقَدْ مَكَّنَّاكُمْ فِي الْأَرْضِ وَجَعَلْنا لَكُمْ فِيها مَعايِشَ قَلِيلاً ما تَشْكُرُونَ (١٠))
التّفسير
مكانة الإنسان وعظمته في عالم الوجود :
عقيب الآيات التي أشارت إلى المبدأ والمعاد ، يدور البحث في هذه الآية والآيات اللاحقة حول عظمة الإنسان وأهمية مقامه ، وكيفية خلق هذا الكائن والمفاخر التي وهبها الله له ، والمواثيق التي أخذها الله منه لقاء هذه المواهب والنعم ، كل ذلك لتقوية قواعد وأسس تربيته وتكامله.
وفي البداية اختصر جميع هذه الأمور في هذه الآية ، ثمّ شرحها وفصّلها في الآيات اللاحقة.
فهو يقول البداية : نحن الذين منحناكم الملكية والحاكمية وسلطناكم على الأرض : (وَلَقَدْ مَكَّنَّاكُمْ فِي الْأَرْضِ).
وأعطيناكم وسائل العيش بجميع أنواعها : (وَجَعَلْنا لَكُمْ فِيها مَعايِشَ).
ولكن مع ذلك لم تشكروا هذه النعم إلّا قليلا (قَلِيلاً ما تَشْكُرُونَ).
و «التمكين» هنا ليس بمعنى أن يوضع شخص في مكان مّا ، بل معناه أن