فأحاطت بها بعض علامات الاستفهام ممّا لا يعتور آيات مشابهة أخرى أبدا. أمّا هذه الآية فكل يحاول من جهة أن يتشبث بما حرفها عن مسيرها.
٣ ـ أتذكر الصّحاح كلّها هذا الحديث؟
يقول بعضهم : كيف يمكن قبول هذا الحديث مع أنّه لم يرد في صحيحي مسلم والبخاري؟
وهذا من عجائب القول أيضا : فهناك :
أوّلا : كثير من الأحاديث المعتبرة التي قبل بها أهل السنّة مع أنّها ليست في صحيحي مسلم والبخاري ، فهذا الحديث ليس الأوّل من نوعه في هذه الحالة.
ثانيا : هل أنّ هذين الصحيحين هما الكتابان الوحيدان الموثقان عندهم ، مع أنّ هذا الحديث قد ورد في سائر الكتب الأخرى المعتبرة عندهم ، وحتى في بعض الصحاح الستة (وهي التي يعتمدها أهل السنة) ، مثل «سنن ابن ماجة» (١) و «مسند أحمد» (٢). وهناك علماء مثل «الحاكم النيسابوري» و «الذهبي» و «ابن حجر» اعترفوا بصحة الكثير من طرق هذا الحديث ، على الرغم ممّا عرف عنهم من التعصب.
لذلك فلا يستبعد أن يقع البخاري ومسلم تحت ضغط السياسة الذي ساد زمانهما ، فلم يستطيعا ، أو لم يشاءا أن يقولا ما لا يتلاءم ورغبة سلطات زمانهما في كتابيهما.
٤ ـ لم لم يستدل علي وأهل البيت عليهمالسلام بهذا الحديث؟
يقول بعض : لو كان حديث الغدير ـ على عظمته ـ صحيحا فلما ذا لم يستدل به
__________________
(١) المجلد الأوّل ، ص ٥٥ و ٥٨.
(٢) مسند أحمد ، المجلد الأول ، الصفحات ٨٤ و ٨٨ و ١١٨ و ١١٩ و ١٥٢ و ٣٣١ و ٢٨١ و ٣٧٠.