ومحكوم به ، ويسمّى الأوّل مسندا إليه ، والثانى (١) مسندا (٢) ، وما زاد على ذلك غير المضاف إليه والصّلة فهو قيد (٣).
نموذج
لبيان أنواع الجمل وتعيين المسند إليه والمسند فى كل جملة رئيسية (٤) :
(١) قال عبد الحميد الكاتب (٥) يوصى أهل صناعته بمحاسن الآداب : تنافسوا (٦) يا معاشر الكتّاب فى صنوف الآداب ، وتفهّموا فى الدّين ، وابدءوا بعلم كتاب الله عزّ وجلّ ثمّ العربيّة ؛ فإنّها نفاق ألسنتكم (٧) ثم أجيدوا الخطّ فإنّه حلية كتبكم ، وارووا الأشعار واعرفوا غريبها ومعانيها وأيّام العرب والعجم وأحاديثها وسيرها ، فإنّ ذلك معين لكم على ما تسمو إليه هممكم.
(٢) قال أبو نواس :
الرّزق والحرمان مجراهما |
|
بما قضى الله وما قدّرا |
فاصبر إذا الدّهر نبا نبوة |
|
فجنّة الحازم أن يصبرا (٨) |
__________________
(١) مواضع المسند إليه الفاعل ونائبه والمبتدأ الذى له خبر وما أصله المبتدأ كاسم كان وأخواتها.
(٢) مواضع المسند هى الفعل التام ، والمبتدأ المكتفى بمرفوعه ، وخبر المبتدأ ، وما أصله خبر المبتدأ كخبر كان وأخواتها ، واسم الفعل ، والمصدر النائب عن فعل الأمر.
(٣) القيود هى أدوات الشرط والنفى والمفاعيل والحال والتمييز والتوابع والنواسخ.
(٤) تنقسم الجملة عند علماء المعانى إلى جملة رئيسية وجملة غير رئيسية. والأولى هى المستقلة التى لم تكن قيدا فى غيرها. والثانية ما كانت قيدا فى غيرها وليست مستقلة بنفسها.
(٥) هو أبو غالب بن يحيى بن سعد ، كان كاتبا مبدعا ، وقد برع فى إنشاء الرسائل وضرب المثل ببلاغته فى الكتابة ، حتى قال الثعالبى : فتحت الكتابة بعبد الحميد وختمت بابن العميد ، وقد كتب لمروان آخر ملوك بنى أمية وقتل معه سنة ١٣٥ ه.
(٦) تنافسوا : تباروا.
(٧) نفاق ألسنتكم : رواج كلامكم.
(٨) نبا نبوة : أساء إساءة من قولهم نبا السيف إذا لم يعمل فى الضريبة ، وجنة الحازم : وقايته.