لا يطلب معرفة النسبة ، وإنما يطلب معرفة مفرد ، وينتظر من المسئول أن يعين له ذلك المفرد ويدله عليه ، ولذلك يكون جوابه بالتعيين فيقال له : «أخى» مثلا. وفى المثال الثانى يعلم السائل أن واحدا من شيئين : الشراء أو البيع قد نسب إلى المخاطب فعلا ، ولكنه متردد بينهما فلا يدرى أهو الشراء أم البيع ، فهو إذا لا يطلب معرفة النسبة لأنها معروفة له ، ولكنه يسأل عن مفرد ويطلب تعيينه ، ولذا يجاب بالتعيين فيقال له فى الجواب : «بائع» مثلا ، وهكذا يقال فى بقية أمثلة الطائفة «ا».
وإذا تدبرت المفرد المسئول عنه فى أمثلة هذه الطائفة ، وكذلك فى كل مثال آخر يعرض لك ، وجدته دائما يأتى بعد الهمزة مباشرة سواء أكان مسندا إليه كما فى المثال الأول ، أم مسندا كما فى الثانى ، أم مفعولا به كما فى الثالث ، أم حالا كما فى الرابع ، أم ظرفا كما فى الخامس ، أم غير ذلك ، ووجدت له معادلا يذكر بعد «أم» كما ترى فى الأمثلة. وقد يحذف هذا المعادل فتقول : أأنت المسافر؟ أمشتر أنت؟ وهلم جرّا.
* * *
انظر إلى أمثلة الطائفة «ب» حيث أداة الاستفهام هى الهمزة أيضا تجد الحال على خلاف ما كانت فى أمثلة الطائفة «ا» ، فإن المتكلم هنا متردد بين ثبوت النسبة ونفيها ، فهو يجهلها ولذلك يسأل عنها ويطلب معرفتها ، ففى المثال السادس مثلا يتردد المتكلم بين ثبوت الصّدإ للذهب ونفيه عنه ولذلك يطلب معرفة هذه النسبة ، ويكون جوابه بنعم إن أريد الإثبات ، وبلا إن أريد النفى ، وإذا تأملت الأمثلة هنا لم تجد للمسئول عنه وهو النسبة معادلا.
ومما تقدم ترى أن للهمزة استعمالين فتارة يطلب بها معرفة مفرد ، وتارة بطلب بها معرفة نسبة ، وتسمى معرفة المفرد تصورا ومعرفة النسبة تصديقا.
* * *
انظر إلى أمثلة الطائفة «ح» حيث أداة الاستفهام «هل» تجد أن