والتشبيه الذى كان يرضى هؤلاء النقاد هو التشبيه المقلوب ، فكانوا يريدونه على أن يقول. كأنّ إقدام عمرو إقدامك ، وكأن سماحة حاتم سماحتك ، وكأن حلم أحنف حلمك ، وكأن ذكاء إياس ذكاؤك.
الإجابة عن تمرين (٩) صفحة ٦٥ من البلاغة الواضحة
(١) شجاع كأن جرأة الليث جرأته وحدّ السّيف عزيمته وعلوّ النجم همّته.
(٢) ركبت سفينة تكاد الريح فى السرعة تشبهها ، وكأن الجبل هيكلها والرعد صفيرها.
(٣) شعر كأنّ الدرر كلماته ، والسحر تاثيره ، والماء العذب سهولته.
الإجابة عن تمرين (١٠) صفحة ٦٥ من البلاغة الواضحة
وجه الحسن البيانىّ أن الأدباء اعتادوا أن يشهوا الشجعان بالأسود فى الجرأة والإقدام ، ولكنّ المتنبى أنف من هذا التشبيه ، لأن جرأة الأسود إنما هى فطرة فيها وغريزة خلقت معها ، وأن هذه الجرأة إنما قويت فى هذا الصّنف من الحيوان لأنه لا عقل له يدرك به شدة المخاطر المحدقة به ، فالجرأة فيه كما يراها المتنبى لا تعدّ فضيلة ؛ أما شجعانه الذين يمدحهم ويطرى صفاتهم فإن الجرأة فيهم على أتمّ أحوالها ، لما يزينهم من العقل الكامل الذى كان يظنّ أنه يعقلهم عن المخاطرة ويحول بينهم وبين الإقدام ؛ لهذا يقول : إنى لم أجد لهؤلاء القوم شبيها فى شجاعتهم ، وإذا هممت أن أشبههم بالأسود جريا على مألوف العرب رأيت فى الأسود حقارة تحول دون التشبيه ، لأنها معدودة فى البهائم ، ولو كان لها عقل ما كانت لها هذه الجرأة ولا ذلك الأقدام.