والجمع فأعطي حكم ما هو على زنته فهو على حد قوله تعالى «وَالْمَلائِكَةُ بَعْدَ ذلِكَ ظَهِيرٌ» ، وقد شايع أبو الطيب الكوفيين لأنه من الكوفة ولأن له كلفا بمراغمة النحاة كما أشرنا الى ذلك غير مرة فقال بيته الممتع :
دع النفس تأخذ وسعها قبل بينها |
|
فمفترق جاران دارهما العمر |
فمفترق مبتدأ وجاران فاعل سد مسد الخبر ولا يجوز أن تقول إن مفترقا خبر مقدم لأنه كان يجب أن يطابق قوله جاران والحاصل :انه إذا رفع الوصف ما بعده فله ثلاثة أحوال :
١ ـ وجوب الابتداء إذا لم يطابق ما بعده في التثنية والجمع نحو أقائم أخواك.
٢ ـ وجوب الخبرية إذا طابق ما بعده في التثنية والجمع نحو أقائمان أخواك.
٣ ـ جواز الوجهين إذا طابق ما بعده في التذكير والتأنيث نحو :أقائم أخوك وأ قائمة أختك.
ومحل جواز الوجهين ما لم يوجد مانع وجعل بعض العلماء من الموانع في قوله تعالى «أراغب أنت عن آلهتي» فتتعين الابتدائية للزوم الفصل إذا جعلته خبرا بينه وبين معموله وهو الجار والمجرور وردّ ذلك آخرون مدافعين عن الزمخشري بأن قوله عن آلهتي متعلق آخر أما الزمخشري وابن الحاجب فقد اشترطا في الأصل أن يكون المرفوع اسما ظاهرا ولكن الزمخشري نفسه أجاز إعراب أنت فاعلا لراغب.