مقول القول وهذا اسم ان وعدو خبرها ولك صفة لعدو ولزوجك عطف على لك. (فَلا يُخْرِجَنَّكُما مِنَ الْجَنَّةِ فَتَشْقى) الفاء عاطفة ولا ناهية ويخرجنكما فعل مضارع مبني على الفتح في محل جزم بلا والكاف مفعول به والفاعل مستتر وهو إبليس والميم والألف للتثنية ، فتشقى الفاء فاء السببية وتشقى فعل مضارع منصوب بأن مضمرة بعد فاء السببية والفاعل مستتر تقديره أنت وأسند فعل الشقاء الى آدم وحده لأن شقاء زوجه منوط بشقائه كما أن سعادتها منوطة بسعادته فاختصر الكلام مع المحافظة على الفاصلة. (إِنَّ لَكَ أَلَّا تَجُوعَ فِيها وَلا تَعْرى) إن حرف مشبه بالفعل ولك خبر مقدم وأن وما في حيزها اسمها المؤخر وفيها متعلقان بتجوع ولا تعرى عطف على لا تجوع. (وَأَنَّكَ لا تَظْمَؤُا فِيها وَلا تَضْحى) عطف على سابقتها وسيأتي كلام بديع حول فصل الجوع عن الظمأ والعري عن الضحو والسر البياني الذي تتقطع دونه الأعناق في باب البلاغة. بقيت هناك مشكلة وهي عطف أنك على أن لا تجوع فكأنها اسم لإن بالكسر وهذا ممتنع فلا يقال : إن أن زيدا منطلق ولكن لما فصل هنا بينهما جاز فتقول : إن عندي أن زيدا قائم ، فعندي هو الخبر قدم على الاسم وهو ان وما في حيزها لكونه ظرفا.
والآية من هذا القبيل ، ورأى الزمخشري رأيا آخر فقال «فإن قلت :إن لا تدخل على أن فلا يقال إن أن زيدا منطلق ، والواو نائبة عن أن وقائمة مقامها ، فلم أدخلت عليها؟ قلت : الواو لم توضع لتكون أبدا نائبة عن إن ، إنما هي نائبة عن كل عامل ، فلما لم تكن حرفا موضوعا للتحقيق خاصة كأن لم يمتنع اجتماعهما كما امتنع اجتماع إن وأن».
قال ابن هشام في صدد الحديث عن المواضع التي يجوز فيها كسر همزة إن وفتحها : السادس أن تقع بعد واو مسبوقة بمفرد صالح