ومما يرد في هذا المجال اعراب «أسفا» من قول أبي الطيب :
أبلى الهوى أسفا يوم النوى بدني |
|
وفرق الهجر بين الجفن والوسن |
روح تردّد في مثل الخلال إذا |
|
أطارت الريح عنه الثوب لم يبن |
كفى بجسمي نحولا إنني رجل |
|
لو لا مخاطبتي إياك لم ترني |
فالحال هنا غير واردة لأن المعنى يأباها والمفعول لأجله لا يصح لاختلاف الفاعل فلم يبق إلا المفعولية المطلقة والتقدير أسفت أسفا ودل على فعله ما تقدمه لأن إبلاء الهوى بدنه يدل على أسفه كأنه قال أسفت أسفا ، وتعسف ابن هشام فحاول أن يبرر نصبه على أنه مفعول لأجله فقال : فمن لم يشترط اتحاد الفاعل فلا إشكال (والقائل بهذا هو ابن خروف) واما من اشترطه فهو على إسقاط لام العلة توسعا كما في قوله «يَبْغُونَها عِوَجاً» (أي يبغون لها عوجا) أو الاتحاد موجود تقديرا إما على أن الفعل المعلل مطاوع أبلى محذوفا أي فبليت أسفا ولا تقدر فبلي بدني لأن الاختلاف حاصل إذ الأسف فعل النفس لا البدن أو لأن الهوى لما حصل بتسببه كأنه قال أبليت بالهوى بدني ولا طائل تحت هذه التأويلات المتعسفة.