٣ ـ التلطف في السؤال :
وقد تلطف أيوب في السؤال وألمح الى ما يعانيه من بلاء دون أن يصرح بمطلوبه حيث اكتفى بذكر المس في الضر وأدخل أل الجنسية على الضر لتشمل أنواعه المتقدمة ووصف ربه بغاية الرحمة بعد ما ذكر نفسه بما يوجبها فكان درسا بليغا لكل من تتعاوره الأرزاء وتنتابه اللأواء ويحكى أن عجوزا تعرضت لسليمان بن عبد الملك فقالت يا أمير المؤمنين مشت جرذان بيتي على العصي فقال لها : ألطفت في السؤال لا جرم لأردنّها تثب وثب الفهود وملأ بيتها حبا. وقد تعلق أبو الطيب المتنبي بأذيال هذه البلاغة عند ما خاطب كافورا بما كان يرجوه منه وهو أن يعطيه ولاية وإن كان قصده المواربة :
أرى لي بقربي منك عينا قريرة |
|
وإن كان قربا بالبعاد يشاب |
وهل نافعي أن ترفع الحجب بيننا |
|
ودون الذي أملت منك حجاب |
أقلّ سلامي حبّ ما خف عنكم |
|
وأسكت كيما لا يكون جواب |
وفي النفس حاجات وفيك فطانة |
|
سكوتي بيان عندها وخطاب |
وفي البيت الثالث نكتة نحوية وهي انتصاب حبّ وذلك انه نصبه