فضل وجواب لو لا محذوف للدليل على أمر محذوف لا يكتنه لعظمه وفداحته ، ورب مسكوت عنه أبلغ من منطوق به.
البلاغة :
اشتملت هذه الآيات بالاضافة الى ما انطوت عليه من الأحكام والتشريع الصالح على العديد من فنون البلاغة وقد تقدم البحث فيها فنجتزىء بالالماع إليها :
١ ـ الالتفات : في قوله «ولو لا فضل الله عليكم» فقد التفت من الغيبة الى الخطاب لتسجيل المنة ، على المخاطبين بحيث لا تبقى لديهم أعذار واهية يتشبثون بها إذا هم تجاوزوا حدود ما بيّنه لهم.
٢ ـ التغليب : فقد غلب صيغة الذكور على صيغة الإناث حيث لم يقل عليكم وعليكن لأنه بصدد مخاطبة الفريقين أي القاذفين والمقذوفات.
٣ ـ الحذف : وقد تكرر حذف المبتدأ والخبر كما رأيت في الاعراب وحذف جواب لو لا أي كأن يقول الله في بيانه : فلان صادق بالزنا لكون المقذوفة قد زنت في نفس الواقع ، أو يقول فلان كاذب في قذفه لكون المقذوفة لم تزن في نفس الواقع ، وسدل الستار على ذلك كله لأن الغرض الأسمى هو الصون ، والصون يتطلب التحوّط ، والتحوط يستدعي السكوت عما لا يحسن التصريح به.