يقول : وأقرب عهد أي لقاء ورؤية لأمينة محبوبتي تصغير آمنة هو نظرة مني لها بجانب تلك البقعة إذ أنا واقف هناك أي حين وقوفي بها وفيه إشعار بأنه كان وافقا يترقب رؤيتها فلما رأته قالت له : حنان أي أمري حنان ورحمة لك وهو من المواضع التي يجب فيها حذف المبتدأ لأنه مصدر محول عن النصب وقولها : ما أتى بك هاهنا؟استفهام تعجبي أذو نسب أي أأنت ذو نسب أم أنت عارف بهذا الحي ويجوز أن يكون أذو نسب بدلا من ما الاستفهامية أي ما الذي حملك على المجيء هنا أو الذي دلّك عليه صاحب قرابة من الحي أي معرفتك به ويجوز أن الاستفهام حقيقي حكته على لسان غيرها لتلقنه الجواب بقولها : أذو نسب مع معرفتها سبب مجيئه وهو حبها فربما سأله أحد من أهلها فيجيبه بأحد هذين الجوابين وقيل حنانا من الله عليه ، وحنّ بمعنى ارتاح واشتاق ثم استعمل في الرأفة والعطف وقيل لله حنان كما قيل رحيم على سبيل الاستعارة.
(عَصِيًّا) : صيغة مبالغة وأصل عصيا عصييا بوزن فعيل أدغمت الياء فيه وأتى بصيغة المبالغة لمراعاة الفواصل لأن المنفي أصل العصيان لا المبالغة فيه.
الاعراب :
(يا زَكَرِيَّا إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلامٍ اسْمُهُ يَحْيى) يا حرف نداء وزكريا منادى مفرد علم مبني على الضم وقرىء زكرياء بالهمز على الأصل وإنا ان واسمها وجملة نبشرك خبرها والكاف مفعول به وبغلام جار ومجرور متعلقان بنبشرك واسمه مبتدأ ويحيى خبره والجملة الاسمية صفة لغلام. (لَمْ نَجْعَلْ لَهُ مِنْ قَبْلُ سَمِيًّا) الجملة صفة ثانية لغلام وله مفعول