لسانهم لا يفقهون كلامه قالوا له أعجم وأعجمي شبهوه بمن لا يفصح ولا يبين ، وقالوا لكل ذي صوت من البهائم والطيور وغيرها أعجم قال حميد :ولا عربيا شاقه صوت أعجما قلت : وهذا عجز بيت وصدره :«ولم أر مثلي شاقه صوت مثلها» والبيت من أبيات لحميد بن ثور وقد رحلت صاحبته ومنها :
وما هاج هذا الشوق إلا حمامة |
|
دعت ساق حر ترحة وتندما |
عجبت لها أنّى يكون غناؤها |
|
فصيحا ولم تفغر بسنطقها فما |
ولم أر مثلي شاقه صوت مثلها |
|
ولا عربيا شاقه صوت أعجما |
وساق حر مركب إضافي وهو ذكر الحمام مطلقا يقول : وما حرك هذا الشوق وبعثه فتوقد في قلبي إلا حمامة دعت ذكرها ، والترحة :الحزن ضد الفرحة ، والتندم : التأسف على ما فات ، ويروى وترنما وهو تحسين الصوت وهما نصب على الحالية أي حزينة ومتأسفة أو ذات ترحة وذات تندم ، وأنى اسم استفهام بمعنى كيف والاستفهام معناه هنا التعجب وفغر فاه يفغره من باب نفع فتحه أي والحال أنها لم تفتح فمها بنطقها وانما يخرج صوتها من صدرها ، وشاقه تسبب له في الشوق ، والعربي المفصح والأعجم الذي لا يفصح من الحيوان نقلته العرب لمن لا يفهمون كلامه ولا يفقهون مراده وربما ألحقوه ياء النسب للمبالغة في شدة العجمة ، وبينه وبين عربي طباق التضاد.